الأمطار والثلوج التي تساقطت على بلادنا هذه الأيام بعد انقطاع دام زهاء شهر كامل وبعد موجة شديدة من الجليد الذي أثر سلبا على بعض المزروعات مثل القرنون والبطاطس فقد جددت الامل وأحيت الزرع وسقت الارض وغذت المياه السطحية والجوفية حتى فاضت الاودية وذلك كله خير وبركة بغض النظر عن الخسائر القليلة الناتجة عنها والتي نتحمل مسؤوليتها نحن بالدرجة الاولى لأننا لم نأخذ الاحتياطات اللازمة بتهيئة مجاري المياه وقنوات الصرف ووضع حواجز في الاماكن المنخفضة لمنع فيضان مياه الوديان. ويبدو أننا لم نستفد من تجاربنا السابقة وحتى القريبة العهد بنا مثل الفيضانات التي وقعت في عدة مناطق بالوطن في فصل الخريف الماضي ومن المؤسف أن يسقط عون للحماية المدنية في قناة لصرف مياه الامطار لأن البالوعة قد نزع غطاؤها كما يحدث في الكثير من مدننا لأن تلك الأغطية تسرق وتباع لتجار النفايات الحديدية والبلاستيكية لقلة الوعي وفساد الأخلاق وها نحن نفقد شابا كان يحاول مساعدة المواطنين وصرنا نخرب بيوتنا بأيدينا. اعتقد أننا بحاجة ماسة الى إعادة النظر في تفكيرنا وتصرفاتنا كمواطنين ومسؤولين حتى نستفيد من الامطار ونتقي الاخطار والكوارث فنقوم بتخطيط المدن والقرى بما تشمله من احياء ومباني ومؤسسات فنبينها على أسس عصرية ترتكز على أنظمة ذكية للإنذار المسبق ونجهزها بشبكات لتصريف مياه الامطار ونقيم جدرانا وحواجز لمنع حدوث فيضانات ونجهز مصالح التدخل بالعتاد اللازم لفك العزلة وانقاذ العالقين في الطرقات والمناطق الجبلية المعزولة فنؤسس مدننا على قواعد صلبة وثابتة لتبقى خالدة ونخرج من دائرة المؤقت.