لا تتفاوت أهميّة وسائل التواصل بين الأحزاب و القاعدة الشعبية بقدر ما تختلف درجة و جودة تسخير هذه الوسائل من طرف التشكيلات السياسية ، إذ نجد بعضها له باع طويل في تسخيرها و نجد بعضا آخرا لا يزال جديد في « المهنة « و بالتالي يقتضي منه الأمر دخول المعترك من أجل كسب التجربة و تسخيرها لأهدافه المسطّرة . و أبانت التجارب التي خاضتها العملية الانتخابية في الجزائر أنّ الأحزاب التي تعرف تحويل وسائل الإعلام و تتوفر على رصيد من التجربة كيف تحوّل الأمور إلى صالحها و تذهب بعيدا في الممارسة و جني الثمار ، كما أبانت نفس التجربة أنّ ثمة أحزاب لا تعطي الاعلام و الاتصال أهمية فتبقى منكمشة و حصادها لا يرقى إلى إي تطلع ، بحسب الهدف المبتغى منها ، فبينما تقوم أحزاب التجربة الرائدة بتسخير المواقع الباقية بدور اجتماعي ترفيهيّ بشكل أساسي يهدف إلى الترويج و الاستقطاب و تكوّن أرمادة من الإعلاميين و تستنجد بخبرات وطنية و أجنبية حين تدخل المعركة و لا تفوّت فرص استغلال الأحداث استغلالا انتخابي تبغي من ورائه الوصول إلى ما سطرته . ، تكون المدوّنات أكثر ديناميكية لأنّها في تجديد مستمرّ للمواضيع المطروحة فيها وطريقة معالجتها ، كما اهتدت التشكيلات السياسية إلى الاعلام و التواصل السريعين من خلال إلانة التكنولوجية و الأخذ بأسباب التطور الحاصل في العالم إذ لا تفوت برهة من الزمن إلّا و كانت المعلومات و الأنشطة التي تنفذها قد أخذت حيزا على الشبكة العنكبوتية . ومن أبرز هذه الوسائل التدوين المصغّر أو ما يُعرف ب تويتر، وهو عبارة عن خدمة تتيح نشر عدد من المداخلات ، بينما يتميّز موقع فيسبوك بالتواصل الاجتماعي بين الأشخاص ، الذين يتبادلون الملفات والصور ومقاطع الفيديو ، ويعلّقون على ما ينشر في صفحاتهم من آراء وأفكار. أمّا موقع «يوتيوب» فهو متخصص بتحميل ومشاركة مقاطع الفيديو بشكلٍ مجاني و هي الأمور التي تستغلها الأحزاب ، بل ثمة مرشحون من يفتح الحوار مع الراغبين في المناقشات و وضع الأصبع على عديد القضايا السياسية و الاجتماعية .وبهذا يكون عهد احتكار المعلومات و التواصل التقليدي الذي قد يستغرق يوما أو أكثر ( مثل الذهاب من ولاية إلى أخرى لتنظيم تجمعات شعبية ) قد انتهى وأصبح بالإمكان الحصول على المعلومة من مصادر مختلفة. في المقابل هناك صفة مهمّة أخرى تمتاز بها المدوّنات وهي تشكيل التجمّعات الإلكترونية بين محرّريها ومتابعيها ، وبين مختلف الجماعات ذوي الاهتمامات المشتركة ، فيستطيعون الالتقاء والتجمّع بسهولة كبيرة حول قضاياهم واهتماماتهم و مع أحزابهم و أيضا مع خصومهم السياسيين من أجل المناقشات و ابداء الرأي .