الإتصال، التواصل، كل واحد يصب في إتجاه إطلاع الرأي العام بكل المستجدات في كل الأصعدة فالإتصال الحزبي، لا يخرج من المفروض عن هذه القاعدة العامة، كون أي حزب هو في الأصل، مجموعة من الأفكار، وحزمة من المحاور البرامجية التي يسوقها سياسيا للناخبين، حتى يكونوا على دراية بأمور الحزب وأحواله، ومن هنا، فالاستراتيجية الإتصالاتية، أضحت اليوم مربط الفرس في تخاطب الأحزاب مع مناضليها أولا، ومع الناخبين ثانيا، إذ لولا هذه الاستراتيجية لما وصلت الديمقراطية في العالم الى ما هي عليه اليوم من تطور مذهل، معتمدة على التقنيات الحديثة (فايسبوك، تويتر...) لتحديث محتوى الخطاب وطرائق وصوله الى المتلقي، أحزابنا، ونقصد العدد الهام منها، ما فتئت تعتمد على أساليب مستهلكة، لا تساير الثورة الرقمية الحاصلة، فالاعتماد عادة ما يكون على التجمعات الحزبية، حتى وإن كان هذا هو المبدأ، لكن البوابات الإلكترونية، وإحداث صفحات لسبر الآراء وتقصي شعور المواطن، عن مدى تموقع أي حزب في الساحة الى ذلك من الإهتمامات التي تجعل الساحة السياسية ناضجة فكريا وتقنيا. فكثيرا ما تنعدم البوابات الإلكترونية لدى بعض الأحزاب ولم يفكروا في خلقها، لا سيما وأن الجزائر على مقربة من إستحقاق مفصلي، ضف الى ذلك، فإن أية بطاقة هوية لأي حزب إنما تكون مدعمة بما يقدمه للمواطن من باب التعريف بتشكيلته السياسية، والمضامين الأساسية المدرجة في الخطاب الحزبي، وفي المقابل، هناك أحزاب تفطنت الى هذا الرهان، ودخلت مسارا أعادت النظر فيه لكل مكوناتها الإتصالاتية، إن على المستوى البشري أو التقني، وهي تتواصل قدر المستطاع مع الآخرين، لجس نبض الشارع وتحسس القادم من الأمور.