نظم مكتب الأكاديمية الوطنية للمرأة الجزائرية بوهران أمس بفندق الروايال ندوة تحت شعار «العيش معا بسلام»، بحضور عدد من الأساتذة والدكاترة والإطارات ،وأيضا ممثلي المجتمع المدني الذين احتفوا بالانجازات التي حققتها الأكاديمية منذ تأسيسها في 2018، لاسيما من خلال الاتفاقيات التي وقعتها في مصر مؤخرا، و ستوقعها قريبا في كل من تونس وبلجيكا وسويسرا وغيرها من الدول ، على أمل أن تكون أكاديمية مغاربية وبعدها دولية. الندوة التي أشرفت على افتتاحها رئيسة مكتب الأكاديمية السيدة نسيمة المشتى بحضور أعضاء الأكاديمية من بينهم الإعلامية نور الهدى عنتر والفنانة سعاد بوعلي، شهدت تقديم عدد من المداخلات القيمة حول مسألة الحوار بين الثقافات ودورها في إرساء الأمن والتعايش السلمي بين الأطراف والشعوب والدول، وهو ما أكده الدكتور حوري يوسف من جامعة الجزائر العاصمة الذي أوضح أن الأمن بات يشكل هاجسا كبيرا لدى مختلف الدول والمنظمات وحتى المواطن، مضيفا أن حوار الثقافات في جوهره هو تقبل الفكر المخالف للطرف الآخر، وليس بالضرورة التنازل عن الرأي والاقتناع بالثقافات الأخرى، و أن أغلب الأزمات الأمنية، تحدث عندما توصد أبواب الحوار، ولعل من بين الآليات والوسائل التي تمكننا من فتح قنوات الحوار بين مختلف الثقافات المتناقضة في بعض الحالات –يقول الدكتور حوري - هي وسائل الإعلام بكل أطيافها، والتي تلعب دورا بارزا في إرساء فكرة التحاور بين مختلف الثقافات والحضارات والأديان ، مضيفا أن المنظومة التربوية هي الأخرى ضرورية جدا في إرساء الحوار ، عبر غرس ثقافة التسامح وتقبل الطرف الآخر وسط الأطفال، والعمل على إزالة النماذج النمطية. ومن جهته أوضح البروفيسور باجي نور الدين أن الحوار هو تبادل الأفكار بين الطرفين حول موضوع معين رغم وجود اختلاف بينهما ، فهناك حوار بين الثقافات وآخر بين الأديان والحضارت، مشيرا في مداخلته إلى أن أول من تكلم عن حوار الثقافات هو الفيلسوف والكاتب الفرنسي» روجيه غارودي « الذي اعتنق الإسلام عام 1941، كما شدّد البروفيسور»باجي» على أهمية الأمن الاقتصادي في إرساء الحوار ، أما المحامية سليماني فتيحة فأوضحت أن الجزائر كانت السباقة في هذه المسألة ، حيث أنها أعطت درسا للجميع في الماضي والآن ، داعية إلى ضرورة فتح الحوار الفني والثقافي بين دول البحر الأبيض المتوسط من أجل إرساء مظاهر العيش معا بسلام .