إبراهيم حاج سليمان كاتب ومخرج سينمائي وإعلامي قدم الكثير للمشهد الثقافي على المستوى المحلي بوهران والوطني والدولي، حيث أخرج العديد من الأفلام الوثائقية التي كرمت أسماء أدبية ومسرحية أمثال محمد ديب و كاتب ياسين وغيرهم ، وفي هذا الصدد زارت « الجمهورية» إبراهيم حاج سليمان، في منزله العائلي الكائن بشارع تامي عبد القادر قرب البناية الإدارية لولاية وهران، حيث استقبلنا بفرح رغم مرضه. المجلة الأدبية « الأصوات المتعددة » في البداية تحدّث إبراهيم حاج سليمان عن شغفه الكبير بالحراك الثقافي إلى جانب مجموعة كبيرة من الأسماء التي تركت بصمتها في المشهد الأدبي والسينمائي، كان إبراهيم حاج سليمان يعشق الروايات الأدبية و الفلسفية، أول مقال صدر له، كان في الصفحة الثقافية بجريدة « المجاهد» وعمره لا يتجاوز ال 14 سنة، كان متفوقا في دراسته ، حيث اختار شعبة علم اجتماع، وبعدما توفي والده الذي تعلق به كثيرا ، فهو بالنسبة له قدوة في النضال ، باعتباره شارك في التحضير لعملية البريد المركزي بوهران ، وأُدخل السجن مرتين سنتي 1951 و1958 ، وبعد وفاته خلال السبعينات، أكد إبراهيم حاج سليمان والدموع تخونه من حين لأخر أنه حزن كثيرا و قرر الذهاب إلى فرنسا من أجل مواصلة دراسته العليا، و بقي هناك مدة 3 سنوات، ليعود بعدها إلى الجزائر ، ، حيث أسس أول مجلة أدبية بعنوان» الأصوات المتعددة» (1981- 1986)،و التي كانت تعنى بنشر الشعر خاصة، وكان يوزعها بنفسه و ينقلها من وهران إلى الجزائر العاصمة عن طريق القطار، إذ لقيت إقبالا كبيرا من قبل المثقفين آنذاك، وفتحت له أبواب التعرف على العديد من الوجوه الأدبية الجزائرية والأوروبية . أفلام وثائقية و مؤلفات بعد عودته من ديار الغربة، التقى ببعض أصدقائه بالجزائر العاصمة ونصحوه بالالتحاق بجريدة «أخبار الجزائر» ، حيث رحّب به رئيس التحرير عبد الكريم جعّاد ، فأجرى الكثير من التحقيقات حول الجزائر وصحرائها وتراثها الثقافي ومبدعيها، كما عمل الحاج سليمان في عدة جرائد أخرى فرنكوفونية منها المنبر، الوطن، يومية وهران، وغيرها، كما كتب عدة مؤلفات و دواوين شعرية منها «امتحان العشرية ... الجزائر ثقافة وفن 1992-2002 «، «السنوات السوداء للصحافة في الجزائر «،» بغداد ، بومرداس»، « الإبداع الفني في الجزائر «، « 29 رؤيا في المنفى «، «الصابرين» وغيرها . وقي مجال السينما أنتج عدة أفلام وثائقية منها «الحياة الثالثة للكاتب ياسين» كتكريم للرجل ولفرقة البحر وممثليها الذي تعرضوا للتهميش والنسيان بعد رحيل كاتب ياسين، حيث صرح إبراهيم الحاج سليمان أن كاتب ياسين كان رجلا عبقريا رغم خجله وتعامله البسيط مع الآخرين ،كما كانت تربطه به علاقة متينة لسنوات، وكان يزوره كثيرا في مسرح سيدي بلعباس ، و بعد وفاته قرر أن ينتج فيلما وثائقيا حول رحلته مع الخشبة، ، هذا إضافة إلى فيلم وثائقي عن محمد ديب ، وآخر بعنوان «سيقا مملكة سيفاكس» ، « الفلاحة بتلمسان» ، « المنفى داخل و خارج الجزائر» الذي يتحدث عن العشرية السوداء . وفي الأخير أعرب سليمان حاج إبراهيم عن أمله في أن تتغير الساحة الثقافية الحالية من خلال إعطاء المناصب للكفاءات، وتقديم مساعدات ماديّة للمُبدعين الذين يطمحون في إثراء المشهد الأدبي، بدليل أنه لم يستطع أن يتحصّل على مساعدة مالية لانجاز فيلمه الوثائقي الجديد عن الأديب محمد ديب منذ 3 سنوات ، رغم أنه طرق كل الأبواب، ورغم مرضه إلا أنه سيبقى يحلم بغد جديد و سيواصل الكتابة و الشعر و لما لا انجاز أفلام وثائقية في المستقبل .