الصحافة المسماة بالسلطة الرابعة لها أهمية كبيرة في العمل السياسي باعتبارها من وسائل المراقبة للشؤون العامة في الدولة وباعتبارها همزة وصل بين الحكومة والشعب بما تقدمه من تحاليل وأخبار ومعلومات حيث تساهم في صناعة الرأي العام و وتوعيته وتوجيهه وتعبئته في المناسبات الوطنية كالانتخابات وغيرها ولا تتردد في توجيه النقد للمسؤولين عند وجود خلل أو تقصير في التسيير والتكفل بمشاكل المواطنين ولهذا فإنها تتعرض للرقابة والمضايقة والمساومة والمنع من الصدور أحيانا وقد كانت الصحافة الجزائرية تابعة للدولة في عهد الحزب الواحد فكانت تروج للاشتراكية وتخوف من البرجوازية والرأسمالية وعندما انتقلت البلاد إلى التعددية السياسية والإعلامية والدخول في اقتصاد السوق تحرر قطاع الإعلام وظهرت الصحافة المستقلة (الخاصة) وحققت بعض الجرائر أرقاما كبيرة في السحب والمقروئية نظرا لهامش الحرية الموفر لها مقارنة بصحافة القطاع العمومي التي عرفت تراجعا كبيرا رغم الخدمات التي تقدمها وقد تدعمت الصحافة المكتوبة بالقنوات الفضائية الخاصة أيضا المنافسة للتلفزيون العمومي واستحوذت على حصة كبيرة من الإشهار والمشاهدة لكن هذه الصحافة سقطت في السهولة وبدل أن ترفع من وعي القارئ ومستواه الثقافي والسياسي بتقديم له مواضيع راقية نزلت إلى لغة الشارع واهتمت بالجريمة والسحر والشعوذة وكرة القدم وأغاني الرأي الهابطة وسقطت في العموميات ومهاجمة أحزاب المعارضة والتقليل من شأنها والتخويف منها. فالتخندق الايديولوجي والمصلحي هو المسيطر على توجهات الصحافة الخاضعة للتبعية المالية في الطبع والإشهار والخوف من المتابعات القضائية بتهمة القذف التي يمكن توجيهها الى كل صحافي في أي وقت بالإضافة إلى نقص التكوين وضعف المستوى وانخفاض الأجور كما هو الشأن في الصحافة الخاصة فمن الصعب أن تجد صحافة مستقلة وقوية في بلد مازال يعاني من التخلف والمعارضة فيه ما تزال ضعيفة ومواقفها متفرقة وإمكانياتها المادية والبشرية محدودة بينما أصحاب النفوذ والمال غالبا ما يقفون جانب النظام للاستفادة من الريع من إعفاءات ضريبية وقروض كبيرة بفوائد بسيطة يعفون أحيانا من تسديدها وعقارات يحصلون عليها بالدينار الرمزي ومشاريع تدر عليهم الملايير فهناك التزاوج بين السياسة والمال بعد أن تغلغل أصحاب الشكارة في داخل الأحزاب السياسية الكبيرة ودخلوا البرلمان والحصانة . فالدنيا مصالح ومنافع وأصحاب المال والأعمال يشمون رائحة النقود من بعيد فيتجهون إليها والمعارضة لا توفر لهم ذلك وغير قادرة على الوصول الى سدة الحكم والمال ليس له مبادئ يضحي من أجلها فمكانه في الصفقات والبنوك والصناديق الحديدية