« أرلوكان خادم السيدين» مسرحية من روائع الكوميديا دي لارتي ، تمت برمجتها هذه الأيام لأنها لا تتعارض ومجرى الأحداث الراهنة التي تعيشها الجزائر ، كما أن الفنان لا يمكن أن يعيش بمعزل عن شعبه، وعن التحولات التي يعرفها بلده. رجل المسرح – الفنان بشكل عام - موجود فعلا على متن مركبة التاريخ، متورط في التغيرات الاجتماعية، متجاوب مع خفيف المجتمع وصراخه. ومن ناحية أخرى، لأننا جميعًا معنيون بالريبرتوار العالمي، لأن هذا الأخير يحتوي على أسئلتنا الخاصة، ويفسح المجال لأشكال أخرى من التعبير الجمالي. تهمنا المسرحية لأنها تتضمن صفحة من النقد الاجتماعي، وتتحدث عن العلاقات بين السيد والخادم، وعن وضعية النساء، ولكن أيضًا لأنها تطالب، للأشخاص الأكثر حرمانًا على وجه الخصوص، بالحق في السعادة، في الحب، في لذة العيش... في الضحك. الضحك من أنفسنا، من وضعيتنا. حتى لا نستسلم، حتى نقول لا للحزن. لا للعنف. الضحك مثل علم في مهب الريح. لإعلان الرغبة في العيش واقفا. لترك هامش التاريخ، لمناداة العقل الناقد. لقد أدرك جيدا الراحل عبد القادر علولة أهمية هذه المسرحية من خلال إخراجها سنة 1993، عام الاحتفال بالذكرى المئوية الثانية للكاتب المسرحي الإيطالي. إن الصيغة الحالية للمسرحية امتثال لواجب الذاكرة، ورغبة في المساهمة في تجديد مسرحي. فهي تمثل، بعد ما أعيد النظر فيها وفق موقف جمالي، ترفيها هادفا. الضحك، نعم... لكن دون التخلي عن التفكير. .. أرلوكان المغاير، قريب جدًا من الصيغ السابقة والمختلف عنها تمامًا.