الدول ذات الأنظمة الديمقراطية تعلم أبناءها منذ الصغر احترام القانون والقيام بالواجب والدفاع عن الوطن ودفع الضرائب والانتخاب وطاعة الأوامر الصادرة من ممثلي الدولة فيتربون على ذلك ويتدربون على الممارسة الديمقراطية والمشاركة في الحياة السياسية بشكل إيجابي فيكونون مواطنين صالحين أما عندنا ففهمنا الديمقراطية بشكل مختلف و(سلبي) وحصرناها في الحقوق وحدها فقلنا للتلميذ في المدرسة أنت حر في تصرفاتك فلا لوم ولا ضرب ولا طرد وحتى ملاحظة ضعيف حذفت وقلنا للطالب الجامعي لك الحق في الاضراب والحصول على الشهادة دون عناء و بإمكانه غلق المعهد أو الجامعة إذا لم ينجح. وقلنا للمواطن أن له الحق في العمل والسكن والدعم وفي التعبير عن رأيه والتظاهر في الشارع والاحتجاج فصار كل واحد يفسر القانون حسب هواه ويطالب بالمزيد من الحقوق دون أن يهتم بالواجبات واحترام القانون الذي صار يخدم الأشخاص و يهمل حقوق الدولة ومؤسساتها . لاحظوا كيف تحول الحراك السلمي عندنا الى حق مطلق للناشطين فيه وحدهم وتحولنا من ديكتاتورية النظام إلى ديكتاتورية الحراك الذي يمنع الآخرين من التظاهر والتعبير عن رأيهم من المؤيدين للمسار الانتخابي والمؤسسة العسكرية الصاهرة على حماية الوطن والشعب وكأن الديمقراطية حكر للسائرين والمتجمعين في البريد المركزي بالجزائر العاصمة .