الانسان هو الاساس في كل نهضة وحضارة فهو عنصر مؤثر ومسيطر على الاشياء والطبيعة ومنتج للثروة بفكره ويديه فالثروة البشرية تعد أغلى رأسمال في الدولة لا يمكن الاستغناء وقد بذلت الجزائر جهودا كبيرة وانفقت أموالا كثيرة على التعليم والتربية والتكوين من اجل اعداد الاطارات والكفاءات التي تخدم الوطن بالعلم والمعرفة وحسن التسيير وانتجت نخبة على اعلى المستويات استطاعت فرض نفسها في الخارج أما في الداخل فذلك حديث آخر تلخصه عبارة قالها مسؤول في الحزب في العهد الاشتراكي البائد لمجموعة من الطلبة المتفوقين في البكالوريا عند مغادرتهم مطار العاصمة للدراسة في الخارج ((اقرأوا لكن لا تفكروا في الحكم)) الذي بقي حكرا على جيل واحد منذ استرجاع الاستقلال وتأخر تسليم المشعل حتى احترق زيته واختفى ضوؤه وجاء اليوم من يعيد الأمل الضائع للشباب اليائس بعد سنوات عجاف وليكون همزة واعدا الشباب بان يكونوا في صلب اهتمامه وأن يقلد المسؤولية في سن الخامسة والعشرين لمن يستحقونها منهم فقد انتهى زمن التهميش والاقصاء واحتكار السلطة والثروة والفساد والظلم والتسلط. فالجزائر ستدخل عهدا جديدا مع الرئيس الجديد المنتخب عبد المجيد تبون صاحب الخبرة والتجربة والكفاءة العازم على احداث التغيير لبناء الجزائر الجديدة بعد أن عرف مكامن الداء في الدولة الجزائرية وأعد لها العلاج الشافي والكافي بإذن الله تعالى ومن النقاط الهامة التي تناولها في خطاباته واحتواها برنامجه الانتخابي وتصريحاته العناية بالكفاءات الوطنية فهذا امر جميل ومهم للغاية وستكون البداية في تشكيلة الحكومة الجديدة التي ينتظر ان تضم أصحاب الكفاءات العالية القادرة على التسيير والتحديث والتطوير في مختلف مجالات التنمية وفي مؤسسات الدولة(...). النهوض بالجامعة كما أكد على النهوض بالجامعة ورفع المستوى العلمي والمعرفي لتساهم في التنمية ولا تبقى معزولة عن الميدان وهذا يتطلب تزويدها بالتجهيزات العلمية والبيداغوجية والمخابر والرفع من ميزانية البحث العلمي والزيادة في رواتب الاساتذة وتوفير السكن والنقل والاطعام للطلبة وفتح باب التعاون مع الجامعات الاجنبية وتبادل البعثات والخبرات والاستفادة من الباحثين الجزائريين في المهجر وتشجيعهم على العودة الى الوطن بتوفير ظروف وشروط العمل والاقامة طبعا وهذا لا يتم إلا بتهيئة المحيط الإجتماعي والطبيعي باستعمال مقاييس الكفاءة والنجاعة عند التعيين في المناصب المختلفة بالقضاء على الرشوة والمحسوبية والوساطة والتسلق والتزلف والولاء للأشخاص. والعلاقات واستعمال الأحزاب والجمعيات والمنظمات للترقية وتولي المسؤولية لغير مستحقيها لينعموا بالمكاسب والامتيازات دون أن يقدموا عملا للوطن والمواطنين(...). فلا بد أن يبدأ الاصلاح والتغيير بوضع كل واحد في مكانه وحسب موهبته واختصاصه بعيدا عن المحاباة والمجاملة والتعامل بحنكة وحكمة مع البشر والاشياء وتوظيفهما بطريقة جيدة وترك الاساليب الماضية في التعامل والتسيير والتفكير. فالمرحلة القادمة تتطلب منا استعمال الذكاء الاصطناعي والطبيعي لتجاوز العقبات والقضاء على النقائص مهما كان نوعها وحجمها وهذا لا يتم الا بالاعتماد على نخبة قادرة على العمل والنشاط والتنظيم والتأطير والتكوين والخلق والابتكار والتجديد والتطوير.