- المسجد شيد منذ أزيد من 3 قرون وأمه 26 إمام من داخل الوطن وخارجه يواجه المسجد العتيق أبوبكر الصديق بالولاية المنتدبة الأبيض سيدي الشيخ بالبيض، خطر الاندثار والزوال في أي لحظة من اللحظات، حيث وبالرغم من الدعوات الكثيرة التي أطلقها سكان المدينة، للإسراع في ترميمه وإعادة الاعتبار به إلا أن صرخاتهم ونداءاتهم، بقيت دون استجابة ولم تحرك مسؤولي قطاع الثقافة، لإطلاق برنامج مستعجل من أجل إنقاذه وانتشاله من الخطر الذي يهدده. سمحت لنا الزيارة التي قمنا بها مساء أول أمس إلى هذا المسجد الذي شيد منذ حوالي 3 قرون وقرابة ال70 سنة، بالوقوف على وضعيته المزرية، التي بات عليها اليوم، حيث تآكلت الكثير من جدرانه، ومن الممكن حدوث انهيار لسقفه المصنوع من مادة الخشب أو أساساته التي وقفت شامخة مقاومة كل هذه العقود من الزمن، إذ لو تتهاطل أمطار غزيرة على المدينة، فإنه من الممكن توقع انهياره وضياعه إلى الأبد.. وأكد لنا الشيخ حمادي حمادوش إمام ومدرس بالمسجد، بأن هذا المعلم التاريخي يحتاج إلى عملية ترميم مستعجلة، لاسيما بعد اندثار المسجد العتيق الأول الذي شيد قبله في الأبيض سيدي الشيخ، وبالتالي دعا سكان هذه المندينة المضيافة إلى التحرك من أجل ترميمه وإنقاذه، فهم لا يريدون ضياع وزوال هذه المعالم التي تجذب الكثير من الزوار والسياح الذين يأتون إلى هذه المنطقة، فالداخل إلى هذا المكان يشعر بروحانية كبيرة، لأن المكان كان عامرا بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وبذكر الله سبحانه وتعالى، وكان فيه العلم والخير والفضل، ما يجعله إرث حضاري وتاريخي، يجب تثمينه والمحافظة عليه. كما يحس المصلي براحة وطمأنينة كبيرتين، حيث وبالرغم من برودة الطقس في الشتاء وحرارة المناخ في الصيف، إلا أن الذين يصلون فيه يشعرون بلطافة الجو واعتداله، خصوصا وأنه تم تشييده بمادة الطوب، وقد توافد على هذا المسجد الكثير من الأئمة والشيوخ الأفاضل، حيث أمّه لحد اليوم 26 إماما، من داخل الوطن وخارجه، وكان لهذا المسجد مكانته وصلى فيه الكثير من أهل الخير والبركة والصلاح والفضل، كما كان منارة علمية تشع بعلمها على الكثير من مناطق الوطن، والمعرفية. تخرج منه الأئمة والطلبة بني خلف هذا المسجد العتيق، مسجد جديد تقام فيه اليوم الصلوات الخمس وصلاة الجمعة، ولكن المسجد القديم لا يزال على حالته، ويحافظ على عتاقته وشكله القديم الذي يوحي بأصالة المنطقة، وعراقتها وحضارتها، أقيم بجوار هذا المسجد، حمام حطبي قديم (قبل زواله)، وكان المصلون الذين يؤمون المسجد يستحمون فيه، قبل الذهاب إلى المسجد للصلاة فيه، وكانت تقام بجواره سوق، فارتأى الذي شيد هذا المكان التاريخي، تشييد الجامع ليصلي فيه مرتادو السوق، وكان له دور كبير خاصة في حقبة الاستدمار الفرنسي، حيث تخرج منه الكثير من الأئمة والطلبة، الذين شاركوا في ثورة التحرير المظفرة، وبالتالي على الوزارة الوصية، تخصيص برنامج مستعجل للحفاظ عليه، وحمايته من الاندثار والزوال. يقول بعض المؤرخين إن مسجد أبوبكر الصديق، تم تشييده حوالي سنة 1094 هجرية، من قبل شخص مُحسن يُدعى : آل سيد الشيخ بن الدين بن الحاج الدين .تبلغ مساحته العامة، قبل التوسعة 24 م على 19 م ، حيث يقدر طول قاعة الصلاة الأصلية 16 مترا وعرضها 13 مترا ، وقد كان يحتوي على مرافق : منها مرشات تقليدية وحمام، يُسخن ماؤه بإشعال نبات " اصْريع "، لم يعُد لها أثر الآن .علما أن المدينة القديمة للأبيض سيدي الشيخ، شيدت في المكان الذي يوجد فيه المسجد العتيق أبو بكر الصديق، ويقال إنه كان يوجد خندق لحماية المدينة من هجومات الأعداء، ما يؤكد أن الأبيض سيدي الشيخ كانت معقلا حقيقيا للثورات الشعبية ومجابهة العدو والغزاة ونشر العلم وتكوين الشباب الصالح الوطني الذي يخدم بلاده ويدافع عنه في أوقات الشدائد.. فهل يتحرك المسؤولون لترميم المسجد قبل ضياعه ؟