يقع المسجد المريني العتيق بحي «الطبانة» الشعبي بمستغانم، حيث يُعدّ نقطة مركزية بالنسبة للمدينة القديمة، و«طبانة» هي تسمية تركية «طب هانة» المعروفة ببطارية المدفعية التي طور سلاحها الباي محمد الكبير، وقد شيدالمسجد الذي سمحت زرناه أول أمس، بغية اكتشاف جماليته وهندسته العربية الإسلامية البديعة، السلطان عبد الله علي بن أبي سعيد المريني، سنة 742ه الموافق ل 1340 م. حيث أحاط به دار القضاء ثم السوق...تقدر مساحته بحوالي 1200 مترا مربعا.يحتوي الجامع على قاعة كبيرة للصلاة تؤدي إليها ثلاثة أبواب مقوسة.. أكبرها يقع في الجهة الغربية وبجوارها بابان آخران أحدهما يؤدي إلى قاعة الوضوء والآخر إلى قاعة تعليم القرآن الكريم.. كما يحتوي أيضا على مصلى للنساء... أما المحراب فهو ذو قبة نصف دائرية مثبت على يمينه صفيحة رخامية كتب عليها بالخط العربي المغربي..**أمر ببناء هذاالجامع المبارك وشيده مولانا السلطان الأعدل عبد الله أمير المسلمين والمجاهد في سبيل رب العالمين ابن الحسن ابن مولانا أمير المسلمين والمجاهد في سبيل رب العالمين أبي سعيد ابن مولانا أمير المسلمين المجاهد في سبيل رب العالمين أبي يوسف عبد الحق... وصلى الله على نبيه وبلغه من فعل الخير بعينه ومقصوده وذلك في عام اثنين واربعين وسبعمائة هجري**. شهد المسجد المريني أو مسجد « الطبانة « عدة ترميمات هامة بعدما لحق به من تهديمات وخسائر إبان الاحتلال الفرنسي، الذي حوّله إلى مخزن للأسلحةومراقد للحراس والصومعة برجاً للمراقبة، كما تشير بعض النصوص، واتّخذ كمربط للخيول، وكانت أكبر عملية ترميم عام 2004، بعدما تدهورت حالة وكان مهددا بالزوال والاندثار هذا المعلم التاريخي الهام يؤكد أن مستغانم نعمت مثل بعض مدن المغرب العربي والأندلس بحركة فكرية جلبت إليها طلبة العلم وأعلام الصوفية وأئمة الشريعة والدين..فأصبحت قبلة هامة لهم حيث ساهموا بفضلها في حماية مقومات الشخصية العربية الاسلامية... يذكر ان كبار رجال الدين زاروا هذا المعلم وصلوا فيه أمثال سيدي لخضر بن خلوف مادح الرسول والشيخ مصطفى العلوي صاحب الطريقة الصوفية العلاوية... تجدر الإشارة، إلى أن العديد من سكان حي « الطبانة» طالبوا بترميم البيوت والمساكن، المتواجدة في هذا الحي العتيق، حتى يعود إلى سالف عصره، ليبقى شاهدا على حضارة مرت منذ عقود خلت، حيث تأسفنا لوجود الكثير من المنازل والمساكن المهدمة، التي لن يتم إعادة ترميمها وإصلاحها من جديد.