تتميز قوة الدول بقوة جيوشها و احترافية تلك الجيوش التي تحدد مكانة الدول و مدى تأثيرها على العلاقات بين البلدان، و بقدر ما تستثمر الدول في تطوير جيوشها و صناعاتها العسكرية و تبني جديد التكنولوجيا في هذا المجال، فبلدان العالم تخوض سباقا محموما نحو تسليح وتطوير جيوشها و اكتساب المزيد من الاحترافية وسط عناصرها لتأمين حدودها ،و الاستعداد لمواجهة حروب المستقبل التي تعتمد على قواعد تكنولوجية متطورة و درجة عالية من الاحترافية في مواردها البشرية و الجزائر كغيرها من الدول دخلت ذلك المعترك بكل قوة وعزم وحزم من أجل تبوء المكانة التي تستحقها في مصاف جيوش العالم و هي الجزائر التي قادت حربا على احتلال استيطاني دام أكثر من 132 سنة ،و مع ذلك ظلت شعلة المقاومة موقدة فيها تتوارثها الأجيال من مقاومات شعبية قادها رموز الكفاح مثل الأمير عبد القادر و أحمد باي و المقراني و لالة فاطمة نسومر والشيخ بوعمامة وبعدهم جاءت فترة ومرحلة النضال السياسي و الحركة الوطنية بقيادة زعماء أحزاب وجمعيات كمصالي الحاج والشيخ عبد الحميد بن باديس والأمير خالد و غيرهم لا يتسع المجال لذكرهم جميعا ،لتندلع بعد ذلك ثورة أول نوفمبر المظفرة التي قدم الشعب الجزائري خلالها أكثر من مليون ونصف المليون شهيد ،و هي ثورة تحت قيادة جيش التحرير الوطني الذي جاء بعده الجيش الوطني الشعبي العتيد و صاحب التجربة الرائدة في قيادة جزائر ما بعد الاستقلال حيث أبلى البلاء الحسن و حافظ على أمانة ووصية و رسالة الشهداء ثورة التحرير الأبرار ، وسهر على تحقيق أمن واستقرار الوطن في حقب تاريخية دامية خرجت منها الجزائر منتصرة على كل الأزمات والمحن بفضل جيشها .