انطلق أمس موسم جز المواشي بمناطق متفرقة بمراعي ولاية البيض في وقت مبكر هذا العام نتيجة اقتراب شهر رمضان الكريم بطرق ووسائل تقليدية دون استعمال آلات عصرية وتكنولوجية وذلك حرصا منهم على سلامة الأغنام وصحتها ولا يزال المربون يعتمدون على مقصات يدوية في استخلاص الصوف حيث ينظمون عملية الجز بالعمل الجماعي المعروف ب«التويزة» واعتاد الموالون تنظيم هذا الموعد السنوي منذ قرون في أجواء ومظاهر احتفالية جماعية ترسخ عمق التضامن في أوساط سكان منطقة البيض مع بداية نهاية فصل الربيع وقبيل حلول فصل الحر وبالمناسبة أشار بعض الموالين بأنهم يواجهون متاعب حقيقة في عملية الجز التي تتطلب مصاريف لاستخلاص الصوف من قطعانهم الذي يعد ثروة ضائعة بالولاية لاسيما تكاليف توفير الوسائل وفي بعض الأحيان إحضار حرفيين مختصين في عملية الجز يدفع لهم أجور باهظة وكذا غياب الاهتمام بالصوف و تحدث ممارسو شعبة المواد الصوفية عن عزوف التجار والحرفين منذ سنوات لاستغلال الصوف امام ندرة منافذ للمنتجات المحلية والمداخيل الزهيدة عن هذا النشاط العريق بسبب غياب الاستثمار المنتج لاستغلال هذه الثروة الضائعة التي أصبح الكثير من الموالين والمربين يرمونها مباشرة بعد عملية الجز في المراعي البعيدة والمفرغات العمومية و ما زاد الطين بلة حيث تخلت معظم العائلات العريقة بمناطق البيض عن الصناعات التقليدية من شانها الحفاظ على التراث وكذا خلق مناصب شغل للماكثات وحتى البطالين الحرفيين الذين تخلو عن ارث الآباء والأجداد نتيجة غزو المنتجات العصرية وكذا الحداثة وتأثيراتهما.