- لحم الخروف لا يقل عن 1300 دج في أحسن الأحوال تُصنف ، ولاية البيض في المرتبة الثانية وطنيا ، بعد ولاية الجلفة في تربية الماشية حيث تؤكد المعطيات التي استقيناها من مديرية المصالح الفلاحية، عن إحصاء ما يتجاوز مليوني راس(2.384.145) من الأغنام و 23060 راس من الابقار ، و انتاج 345.989 قنطارا من اللحوم الحمراء سنويا (احصائيات سنة 2020) و يعول عليها في سد الاكتفاء الذاتي من هذه المادة بل و تغطية ولايات أخرى مستوردة لهذه السلعة ، غير ان حجم هذه الثروة لم تنعكس على الأسعار بالمنطقة وخارجها فالثابت أن أسعار اللحوم في ارتفاع ، و المتغير الماشية أسعارها تصعد و تهبط حسب العرض و الطلب و كأنهما خطان متوازيان لا يلتقيان ، و لم ينعكس بالإيجاب عليها ، بفعل المضاربة و الجشع فالجزار يشتري الماشية من الموال و بينهما يدخل المضاربون وهؤلاء فائدتهم مضمونة مهما كان سعر الشاة '' و هذه الطريقة رغم عدم فعاليتها فمازالت سائدة بجميع البلديات دون استثناء الى درجة ان الكثير من مواطني الولاية يتساءلون كيف لولاية منتجة للحوم أسعارها أغلى ؟فحين كانت الماشية في ادنى المستويات كان الخروف يباع بالبيض ب1300 . و يبرر الحاج قدور ذلك ان تاجر الذي يشتري مباشرة من الموال دون وسطاء بينما بالبيض هناك من يحترف المضاربة. و عند تناول هذا الواقع ، يجدر التذكير بوجود مذبح جهوي للحوم الحمراء ببوقطب ، و الذي يعد احد الخمسة مذابح الجهوية المنشأة بالجزائر باعتباره مشروعا له ابعاد اقتصادية واجتماعية لضخ كمية من اللحوم، بغرض تنظيم السوق و الاستثمار في هذه الثروة غير أنه بعيد عن المأمول لحد الان فبمقدوره ذبح 3000 راس يوميا ّ، مع فتح نقاط لبيع اللحوم بالولايات الشمالية الامر الذي لم يحدث لحد الان يقول احد المختصين. فظلت هذه التجارة خاضعة لمنطق المضاربين و الوسطاء بين المستهلك و الجزار الرابح الأكبر سواء ارتفعت أسعار الماشية ام انخفضت و يظل سعره '' المرجعي '' ثابتا و على حسب المواطن و للتحكم في هذه السوق و كبح جماحها ، يرى محدثنا هذا ممكن و لكن بشرط ابعاد المضاربين من خلال الية واحدة لا غير ان يقوم تاجر الجملة (وفي الغالب الموال )ببيع الماشية مذبوحة الى تاجر التجزئة . و على الأخير تحديد هامش الربح فلا احد يقبل بخسارة أي طرف (تجار الجملة او التجزئة ) ما يحد من تدخل الوسطاء . و عند الاستفسار عن هذا الغلاء نلاحظ تباينا بين الموالين و تجار التجزئة فكل واحد يلقي باللائمة على الاخر الأول يقول ان تربية الماشية مكلفة و الاعلاف غالية الجفاف أتى على ما تبقى منها و المصاريف كبيرة و تاجر التجزئة نفس الشيء يرمي بالمسؤولية على الموال و يتهمه بالاستغلال و رفع الأسعار و حسب السيد بوسماحة صاحب قصابة ان هذا الالتهاب أدى الى تراجع استهلاكها مقارنة بالعام الماضي ويقول الحاج الشيخ صاحب قصابة ان سوق الماشية لا ترحم و نحن نشتري بأثمان غالية و لذلك فرفع السعر يكون منطقيا و معقولا .