- رئيس مكتب وهران لبيوض يوسف: «العمل التطوعي غير مرتبط بالمكان والزمان وهو شعار الجمعية الوحيد للتقرب من المحتاج» - برامج تربوية ومسابقات في حفظ (القرآن الكريم) ما أجمل أن ترسم البسمة على وجه الغير وتعيد له ثقته بنفسه وبمحيطه خاصة إذا كان ذلك الشخص طفلا بحاجة إلى دعم معنوي ومادي يجعله يعيش مراحل طفولته مثله مثل أقرانه دون أن يشعر بالنقص أو العوز، وما أجمل أن تحصد هذا المكسب وتتقرب من البراعم الهشة وتشاركهم فرحتهم بملابس العيد، بعدما تيقنوا أن عائلاتهم عاجزة عن تلبية جميع متطلباتهم و فقدوا الأمل في تحقيق ذلك هي اللوحة التي أبدعت فيها المبادرة التضامنية لجمعية «جزائر الخير» تزامنا مع حلول ال 10 الأواخر من الشهر الفضيل مثلما عودتنا على إطلاق مشاريعها الخيرية في المناسبات الدينية وإعالة الأطفال المحتاجين واليتامى والمساهمة في كسوتهم بمناسبة عيد الفطر المبارك. صور وقفت عليها «الجمهورية» أمس عندما تنقلنا إلى مقر جمعية جزائر الخير المتواجد ببلدية بئر الجير للوقوف على النشاطات التضامنية التي أطلقتها منذ أول يوم من شهر الصيام بعدما تنفست الصعداء هذا الموسم واستطاعت أن تستعيد حيويتها مع قرار التخفيف من البروتوكول الصحي . تواجدنا بمقر الجمعية تزامن مع حملة توزيع ملابس العيد على الأطفال التي تسطرها ذات الجهة سنويا بعد الاتفاق مع محل لبيع الملابس الجاهزة والذي يضمن بدوره كل الخدمات التي يحتاجها هؤلاء البراعم . لم نرد أن نفوت هذه الفرصة ولا حتى الاكتفاء بالمعلومات التي تقدمها الجمعية عن برنامجها الخيري، إنطلاقا من أن المشاركة في إسعاد الآخرين هو في حد ذاته عمل صالح وثوابه عند الله وفضلنا التنقل إلى المحل الذي أوكلت له هذه المهمة و نقف عند هذه المحطة بالذات ، باعتبارها أهم مرحلة في مسار الجمعية التضامني منذ انطلاق الموسم . أجواء لم تخل من المشاعر البريئة لم تكن الأجواء عادية أول أمس بالنسبة للأطفال الذين تنقلوا إلى المحل رفقة أعضاء الجمعية لاقتناء ملابس العيد، وهو ما لمسناه بمجرد وصولنا إلى المكان المقصود ، أجواء لم تخل من المشاعر البريئة والصادقة وملامح الفرحة لم تفارق هؤلاء البراعم وهم يتنقلون من جناح لأخر بحثا عن الموديلات التي تناسب ذوقهم وتتماشى مع الموضة ، نظرات لا تعرف التمثيل و المجاملة وتحاول أن تعبر عن ما بداخلها بلغة العيون لأنها أحسن طريقة للكشف عما بداخلهم . ونحن نتابع باهتمام تلك اللحظات لفت انتباهنا محمد صاحب ال 8 سنوات وهو يقفز من شدة الفرح بعدما تحصل على الطاقم الذي اختاره تقربنا منه لنسأله عن ما يحسه، إلا أن دموع السعادة كانت أقوى بكثير من الكلمات ولم يستطع محمد وصف حالته النفسية التي كانت واضحة وضوح الشمس ولا تحتاج إلى توضيحات أكثر من تلك الدموع. بالجهة المقابلة كانت مريم صاحبة ال 14 سنة في حيرة من آمرها أمام الأنواع المختلفة التي زينت المحل ما دفعها لطلب المساعدة منا لعلها تتمكن من اختيار ما يناسبها كنحلة تنتقل من زهرة لأخرى وظلت على هذه الحالة تقيس طاقما ثم تختار آخرا إلى أن نصحناها بتغيير الموديل واقتناء سروال «جينز» وقميص فاتح اللون يليق بها ويناسب جسمها النحيف ترددت قليلا ثم دخلت غرفة تغيير الملابس وما هي آلا دقائق قليلة حتى اقتنعت مريم بالبذلة التي اخترناها لها. 1200 طفل يستفيدون من ملابس العيد غادرنا المحل وتركنا تلك البراعم متجهين نحو مقر الجمعية لمعرفة المزيد عن المبادرة الخيرية الموجهة للأيتام والمعوزين وحسب رئيس الجمعية لبيوض يوسف ،فان العملية ستستهدف 1200 طفل قبل انقضاء الشهر الفضيل ولحد الساعة فقد استفاد 600 برعم من هذه المبادرة وبنفس الطريقة التي وقفنا عليها أمس ، بعدما تكفل أعضاء مكاتبها الموزعة على تراب الولاية بإحصاء الأطفال الذين تتوفر فيهم الشروط ومن ثم مرافقتهم إلى المحل المذكور وفق برنامج تضبطه الجمعية مسبقا يعتمد على تقسيم هذه الفئة إلى أفواج بشكل يتسنى للجميع اختيار الأطقم التي تناسبهم بعيدا عن الفوضى وستختتم العملية بتنظيم مائدة الأيتام بحضور 500 طفل ، على أن تنطلق اليوم أول مبادرة بقديل ،يليها إفطار ثاني بالكرمة وثالث بوهران ، حسب الرزنامة التي سطرتها الجمعية لتمس جميع الفئات الهشة التي استفادت من ملابس العيد هذا الموسم . وفي نفس الفترة باشرت الجمعية حملة تطوعية أخرى لا تقل أهمية عن الأولى وتتمثل في ختان جماعي ل 50 طفلا بعيادة خاصة بموجب العقد الذي أبرمته معها بعدما منعت الحكومة الختان بالمؤسسات الاستشفائية للموسم الثاني على التوالي لتفادي عدوى كورونا. 6 مطاعم تقدم 1500 وجبة يوميا لا يقتصر نشاط جمعية جزائر الخير خلال الشهر الفضيل على توزيع ملابس العيد فقط بل يتعداه إلى تنظيم موائد الإفطار لعابري السبيل والمحتاجين ، خاصة بعد الترخيص بفتح مطاعم الرحمة هذه السنة فالجمعية في حد ذاتها تسير 6 مطاعم بكل من مرسى الحجاج وقديل وحسيان طوال وسيدي البشير والعقيد لطفي والكرمة بتوزيع 1500 وجبة يوميا ونظرا للوضع الصحي الاستثنائي الذي يدعو للحيطة والحذر فقد ارتأت الجمعية أن تضبط برنامجا مغايرا يتماشى والتدابير الاحترازية التي حددتها الحكومة قبل الترخيص لهذه الهياكل وهذا بتحديد 1200 وجبة محمولة آما العدد المتبقي فهو موجه لمائدة الصائم تفاديا للضغط . أما بالنسبة لقفة المحتاج فقد وزعت الجمعية لحد الآن 500 وجبة على العائلات وتتوقع أن يرتفع عددها في الأيام الأخيرة المقبلة إلى 800 قفة في انتظار جمع التبرعات . وفي إطار النشاطات التي تنظمها الجمعية تزامنا مع شهر رمضان الكريم فقد انطلقت مسابقات فكرية بمدارس الجمعية بمشاركة 700 مسجل من مختلف الفئات العمرية ستختتم بتتويج الفائزين من المستويات الأربعة ليلة القدر، أما بالنسبة للمدرسة القرآنية الداخلية المتواجدة بمقر الجمعية بئر الجير فيدرس فيها 15 شابا وهم طلبة جامعيون من الولايات المجاورة ، مقابل مدرسة ثانية بوسط المدينة تتسع ل 80 حافظا إلى جانب فضاءات قرآنية بعدة أحياء وهذا بمجموع 35 فضاء بالولاية . مشروع مجمّع خيري بسيدي البشير المعروف عن جمعية جزائر الخير أنها تسعى دائما مع حلول شهر رمضان الفضيل إلى التكثيف من حملاتها التضامنية والتقرب من العائلات المعوزة اما سائر الأيام الأخرى فلا تحصر عملها الخيري في القفة فقط حيث تخصص تداخلاتها اليومية للمبادرات الفكرية والثقافية سواء من خلال مدارسها القرانية التي أضحت تستقبل الأطفال للاستفادة من دروس الدعم وحفظ القران في نفس الوقت إلى جانب مشاريع مستقبلية من بينها المجمع الخيري المتواجد مقره بسيدي البشير والذي سيفتح أبوابه قريبا هذا الهيكل الجديد سيتكفل بتقديم خدمات اجتماعية وصحية بموجب العيادة المجهزة بالعتاد الطبي الذي يحتاجه المريض يشرف عليها طبيب عام و أخصائي نفساني إضافة إلى صيدلية . ومع اقتراب امتحانات نهاية السنة تشرع الجمعية في تنظيم دورات تدريبية للمقبلين على اجتياز اختبارات شهاداتي نهاية التعليم المتوسط والبكالوريا على مستوى 15 ثانوية ومتوسطة لمرافقة الممتحنين وتحضيرهم بسيكولوجيا ، يأتي هذا في ظل المستجدات التي شهدتها الساحة الوطنية والتي سمحت بعودة الحياة إلى بعض النشاطات وانتعاش الجمعيات من جديد علما آن هذه الأخيرة حاضرة بنسبة 60 بالمائة على مستوى ولايات الوطن ككل .
