أضحت بحيرة سيدي امحمد بن علي التي تبعد عن عاصمة الولاية ب 4 كلم المتنفس الوحيد للعائلات العباسية التي تملك سيارة تتيح لها التنقل الى هذا الفضاء الطبيعي، بحثا عن الراحة والاستجمام واستنشاق الهواء الطلق والجلوس تحت أشجاره الباسقة والتمتع بمنظر المياه التي تسبح فيه العشرات من طائر الإوز، وهي تطلق أصواتا تجلب إليها أسماع الزوار، فيما هناك عدد لا بأس به من الصيادين، الذين جاؤوا لممارسة هوايتهم في صيد سمك" الشبوط" الذي يتجاوز وزنه 1كلغ . لقد شد انتباهنا مع نهاية الأسبوع الماضي ونحن نطوف بهذا المسطح المائي الذي غرست حوله في الأشهر الماضية مئات الشجيرات من أنواع الصنوبر الحلبي وأكاسيا والكليبتوس التي يجب الحفاظ عليها ورعايتها ..عائلات كثيرة أتت للاستمتاع بالمناظر الطبيعية ومعها أطفالها الذين فضل بعضهم ممارسة الألعاب التي وفرها أحد الخواص، بينما راح البعض الآخر منهم يلعب كرة القدم في ملاعب تم تهيئتها لهذا الغرض ، فيما هناك عائلات اختارت البقاء داخل السيارات ممعنة النظر من هناك في مياه البحيرة الساكنة وفي أسراب الإوز التي تنتقل يمنة ويسرة على خلاف عائلات أخرى فضلت المشي على ضفاف البحيرة وتبادل أطراف الحديث فيما بينها . وثمة من الزوار من فضل الجلوس في المقهيين المتواجدين بها غير أن الغالبية من هذه العائلات شاهدناها جالسة تحت ظلال الأشجار، وعيونها مشرئبة نحو مياه هذا الموقع الطبيعي الرائع الذي لا تغادره إلا عند المغرب أو بعده ما دامت الإنارة العمومية متوفرة . ويبقى من الواجب والضروري إيلاء عناية خاصة ببحيرة " سيدي امحمد بن علي" من قبل الزوار، وذلك بالتحلي بالوعي ، وإبداء حرصهم على نظافة المكان بجمع الفضلات والنفايات في أكياس وعدم تركها مرمية هنا وهناك، كما يحصل الآن وتجنب إشعال النار في هذه الأيام التي تتزامن مع عيد الأضحى المبارك، لأجل القيام بشواء اللحم لأن في ذلك خطر على النباتات والأشجار المحيطة بهذا الموقع . وهنا يجدر التنويه بعديد الجمعيات وكذا عمال البلدية ومصالح الغابات والحماية المدنية، ومؤسسة نظيف كوم وهيئات أخرى لما تقوم به من حين لآخر من حملات تطوعية تستهدف تنظيف المكان . أما النداء الموجه للسلطات المحلية فيتمثل في وجوب دعم هذا الفضاء بوسائل الراحة والتسلية وإنشاء خط النقل يربط سيدي بلعباس بالبحيرة واستحداث هيئة رسمية بعين المكان تسهر على تسييره وتأمينه وحفظه من عبث العابثين لا يفوتنا في هذا المقام توجيه الشكر إلى فرقة الدرك الوطني التي تقوم بدوريات في كل وقت وحين لأجل تأمين المكان وحفظه من المنحرفين والمخالفين للقانون.