متفائل بمشاركة مشرفة لتريكي وبلحاجة والرباع بيداني مواهب عديدة كانت ستصنع الحدث اليوم بطوكيو لو وجدت الإمكانيات أكد يحيى مصرني (مدرب نادي آمال وهران لألعاب القوى) أن توفيق مخلوفي كان جد صريح وشجاع عندما أعلن عن غيابه بصفة رسمية عن الإستحقاق الأولمبي. وأضاف يحيى أن توفيق مخلوفي قدم ما فيه الكفاية للرياضة الجزائرية بعدما نال ثلاث ميداليات أولمبية وفضية في البطولة العالمية الأخيرة، بالإضافة إلى عدة ألقاب إفريقية وهو في العقد الثالث من العمر، فيما لم يخف المدرب يحيى تفاؤله بتمكن تريكي والعداءة بلحاجة لبنى من الظهور بوجه مشرف. * هل يمكن القول أن قرار مخلوفي كان بمثابة الخيبة للجمهور الرياضي الذي كان يتوق بأن يتمكن ابن سوق اهراس من تشريف الراية الوطنية ؟ - لا يزال ضمن الوفد الجزائري رياضيون سيستهلون المنافسة، وقرار مخلوفي كان جد شجاع من رياضي يعرف قدر نفسه ويحترم جمهوره ويقدر معنى تشريف الراية الوطنية، بل بالعكس أرى أن مخلوفي أدرك أنه ليس بكامل قدرته، فلا يمكن الدخول لاستحقاق أولمبي بعد سنة كاملة لم يكن هناك فيها امتحان رسمي يكون مقياسًا لدخول معترك المنافسة. * لكن جميع من يشارك في أولمبياد طوكيو مر بظروف استثنائية جراء الوباء العالمي، وواجه مشاكل في التحضيرات، أليس كذلك ؟ - نعم لكن الأمر أعمق بالنسبة لمخلوفي، الذي كان بصدد العلاج من الإصابة التي تعرض لها نهاية السنة الفارطة، وفترة تحضيراته لم تكن كافية لدخول هذا المعترك، فالأمور ليست بالسهلة لأن المستوى لا يمكن مقارنته بالبطولة العالمية ولا بمنافسة إقليمية، وإنما أولمبياد تشارك فيها زبدة النخبة، والمنافسة عادة ما تكون شرسة وتشهد بروز أسماء جديدة في الساحة، ومخلوفي إتخذ القرار الأصح في الوقت المناسب. * الجميع كان يعلق الشماعة على البطل الأولمبي مخلوفي، خصوصًا بعدما توالت الإقصاءات في باقي الإختصاصات، ما رأيك ؟ - أوافقك الرأي، لكن مخلوفي قدم ما عليه وزيادة، فليس من السهل أن تكون له القدرة نفسها التي نال على إثرها ثلاث ميداليات وهو في العقد الثالث، خصوصًا في اختصاص 1500 متر و800 متر، واللذان يعتبران من أصعب الإختصاصات في رياضة ألعاب القوى، وأظن أن السن ال 28 هو الحد الأعلى لخوض هاذين السباقين، ومخلوفي تجاوز ال 30 وأراد أن يكون خروجه من الألعاب بالتتويج الذي ناله في صائفة 2016 بالبرازيل، وأظن أن الأولمبياد لم تنته وقد تنال الجزائر إحدى الميداليات في الأيام المقبلة. * أتعتقد ذلك عقب إخفاق من كانوا مرشحين ويعلق عليهم الجمهور الرياضي الجزائري آمالا كبيرة ؟ - ولم لا ؟ في رياضة ألعاب القوى سيكون هناك تتويج فلا تزال المنافسة في بدايتها وأعتقد أن تريكي بخبرته قادر على الوصول إلى السباق النهائي، بالإضافة إلى بلحاجة لبنى صاحبة اختصاص 400 متر حواجز، هذه الأخيرة مشاركتها في الأولمبياد يعتبر بحد ذاته إنجازا لرياضية لم تبلغ السن ال 20، سيكون لها مستقبل زاهر ، كما أنا متفائل بقدرة بيداني في رياضة رفع الأثقال من حصد إحدى الميداليات. * في الماضي كنا نشهد مشاركة قياسية لرياضيي ألعاب القوى في المحافل الكبيرة، اليوم أصبح الأمر صعبًا، فلما يرجع السبب ؟ - التكوين على المديين المتوسط والبعيد على مستوى الفئات السنية، القاعدة تقول 10 آلاف ساعة تدريب بداية من صنف المبتدئين إلى غاية الأواسط، ومن ثمة الدخول لكوكبة النخبة عند إدراك الأكابر، لكن الواقع غير ذلك فاليوم لا يوجد من يطبق هذه المنهجية ليس لقلة الكفاءات الموجودة، فرياضة ألعاب القوى مملوءة بالمواهب والقدرات الفردية سواء للرياضيين أوحتى المؤطرين، المادة الخام موجودة بل يجب إتباع القاعدة فقط. * وهران وبعض الولايات الغربية مثل تلمسان والشلف وغيرها كانت منبع رياضة ألعاب القوى، هل المنهجية وحدها مغيبة أم هناك أمور أخرى ؟ - بالتأكيد فالمنهجية وحدها لا تكفي، بل هناك إمكانيات أخرى لوجستية ومادية، الأندية في وهران لا تملك سوى ملعب كاستور للتدرب والذي يحتاج هو الآخر لبعض الوسائل، في باقي الولايات أيضًا الشيء نفسه، فالإعانات لا تكفي لتوفير الإمكانيات الكافية للتكوين، رغم أننا كونا رياضيين يمثلون اليوم أندية أخرى في العاصمة مثل بلبشير البطل العالمي في الرياضة الجامعية وزين جميلة بالإضافة إلى إبن مدينة تلمسان هديلي والذي هو الآخر يصنع أفراح ناد عاصمي، كما كانت هناك أسماء توقفت مسيرتها في صنف الأواسط لأننا لا نملك الإمكانيات على غرار غواند وعلو وحتى قبلة وكلها مواهب ضائعة لو وجدت الإمكانيات المادية والبيداغوجية لكانت اليوم تصنع الحدث في أولمبياد طوكيو وغيرها من المحافل الرسمية.