في الوقت الذي نتوق فيه إلى الأخبار المفرحة التي ترفع من قوة المناعة في الجسم جراء الأحزان التي تتوالى بسبب الوباء، يحدث العكس من خلال المشاركة الجزائرية ضمن الألعاب الأولمبية التي تجرى وقائعها بالعاصمة اليابانية طوكيو، فقد مرت 6 أيام عن انطلاق أكبر محفل عالمي ولا جديد من البعثة التي يتقلص عددها من يوم إلى آخر بفعل الإقصاءات المتتالية، وحتى "الشجرة التي لطالما غطت الغابة" التي كان الجميع ينتظر منها التتويج كي لا تخرج المشاركة الجزائرية فارغة الوفاض والمتمثلة في رياضة ألعاب القوى، تضاءلت حظوظها كثيرا خصوصًا بعدما أعلن توفيق مخلوفي عن غيابه عن الإستحقاق الأولمبي بسبب عدم جاهزيته لخوض المنافسة، فالبطل الأولمبي وصاحب ثلاث ميداليات أولمبية رغم إعلانه المتأخر عن عدم المشاركة إلا أنه لقي تعاطفًا كبيرًا من الجمهور الجزائري، بعدما كان إبن سوق اهراس منبع السعادة في السنوات الأخيرة. غير ذلك فلم تتوج الجزائر بأي ميدالية أولمبية إلى حد الآن وأصبح تواجدنا ضمن المستوى العالي كعدمه، فالجميع يتكلم قبل التوجه إلى المنافسات الرسمية بالتشريف ورفع الراية الوطنية لتكون النتيجة في الأخير خيبة مع العجز عن الإلتزام بالوعود، وكأن الهدف المنشودة هو التواجد في القرية الأولمبية ليس أكثر... رياضيو الجزائر المتواجدون بطوكيو كلهم تكلموا عن نقص الإمكانيات وتأثر التحضيرات بسبب تأثيرات الوباء، لكن الإشكال الذي يطرح، هل ذريعة الأسباب أصبحت الأسطوانة التي تعقب أي إخفاق يسجل من خلال سفراء الرياضة الجزائرية ؟ ألم يجمد الوباء تحضيرات أبطال أولمبيين وغالبية البلدان العربية ؟ لماذا لم يتحجج ممثلو دول مجهرية ليس لها إمكانيات ضخمة بهذه الذرائع وأحرزت ميداليات رغم ذلك ؟ يحدث هذا في وقت برزت فيه أسماء جديدة وأبطال التحقوا بركب العالمية وهم من لا يملكون الخبرة وعدد مشاركاتهم في المحافل الإقليمية لا يتعدى اصابع اليد الواحدة على غرار السباح التونسي أحمد حفناوي الذي حصل على الذهبية في مسابقة 400 متر سباحة حرة، وفضيّة لمواطنه محمد خليل في رياضة التايكواندو، بالإضافة إلى الأردني صالح الشرباتي بميدالية فضية كما نال المصري سيف عيسى ثاني ميدالية برونزية رفقة مواطنته هداية ملاك التي هي الأخرى توجت بالبرونز لتصبح أول لاعبة عربية تفوز بميداليتين أولمبيتين في منافسات التايكواندو. وفي رماية الأطباق (سكيت)، حصد الكويتي عبد الله الرشيدي برونزية، فيما كان حصاد الجزائر 3 غيابات بسبب كورونا و5 إقصاءات وغياب عن المنافسة زائد عقوبة منتظرة في حق المصارع نورين ولو أن هذه الأخيرة تأكيد على تعلق الجزائر بالقضية الفلسطينية. إلى متى تبقى الحجج الشماعة التي تعلق عليها إخفاقات الرياضة الجزائرية كلما تعلق الأمر بالمحافل العالمية ؟ وما الجدوى من تلك النفقات التي توجه للتربصات داخل وخارج الوطن ؟ أليس من الأجدر توجيهها للتكوين مع منهجية عمل مقننة ومؤسسة وموجهة على المدى البعيد والمتوسط وليس التحضير لأكبر محفل عالمي في ظرف شهرين أو ثلاثة لأن هذا يعتبر استخفافا وتقليلا من شأن الرياضة الجزائرية ؟