الصديق عند الشدة فهناك تظهر عظمة الرجال وقوة الارادة لفعل الخير حيث يتسابق الطيبون في ميدان الجود والكرم وتقديم يد العون والمساعدة للضعفاء والمحتاجين وقد كشفت جائحة كورونا كوفيد 19عما يختزنه الشعب الجزائري من خصال حميدة وسجايا طيبة وهذا عهدنا به فلم يتغير ولم يتبدل رغم الصعوبات والمحن فقد بدأ السباق لاسعاف المرضى بالتبرع بالاموال واجهزة انتاج الاوكسجين التي يزداد الطلب عليها وقد سبقتها مبادرات اخرى كتوفير الاقامة والتكفل بالمصابين بالامراض المزمنة عبر عدة مدن بالوطن وتكفل بعض المحسنين بالمرضى الذين يحتاجون الى عمليات جراحية بداخل الوطن وخارجه ونظرا للوضعية الصحية الصعبة وما يرافقها من اجراءات وقائية وتاثيراتها السلبية على النشاط الاقتصادي ونقص فرص العمل التي تؤثر على القدرة الشرائية للكثير من العائلات ذات الدخل الضعيف أو التي ليس لها دخل وهذه الحالات موجودة مما يتطلب منا التكافل والتضامن والتعاون لمواجهة هذه الازمة الصحية الطارئة والتي عمقت من الأزمة الاقتصادية وذلك من خلال زيادة النشاطات الجمعوية والفردية في مجال الاعمال الخيرية لمساعدة المرضى وعائلاتهم وكذلك العائلات المعوزة بالمال والغذاء والدواء وعلى التجار والمتحكمين في السوق ان يعرفوا ان السعادة ليست في جمع المال بمختلف الطرق والوسائل وإنما في انفاقه فيما يفيد المجتمع ويقويه ورفع الاسعار في هذه الفترة بدافع المضاربة والربح السريع وعلى حساب المواطنين الذين يتالمون من المرض والفقر والبطالة تصرف قبيح ومنافٍ للاخلاق والدين والوطنية والانسانية وصاحبه منبوذ فقد تم رفع اسعار الخضر والفواكه في المدة الاخيرة تخيلوا أن سعر التفاح المحلي والخوخ وصل الى 400دج للكغ والموز المستورد ب 200 دج وتجار الخضر والفواكه يتركونها تفسد ويرمونها في المزابل ولا يخفضون اسعارها او يعطونها للمحتاجين وحتى بعض الادوية (الفيتامينات والزنك) والليمون والقرنفل والتي تقوي المناعة حسب الخبراء رفعوا اسعارها فلا يفكرون الا في الربح وجمع المال «يحسب أنّ ماله أخلده». لم يفت الوقت للتراجع وتدارك الأخطاء والانضمام الى المحسنين ولو بالقليل ومن يبخل فانما يبخل عن نفسه كما جاء في القرآن الكريم.