تتكرر مع كل موعد تحويل رواتب فئة المتقاعدين مشاهد الطوابير الطويلة التي يتكبد الشيوخ الوقوف فيها لساعات من أجل سحب رواتبهم. و تعرف الظاهرة انتشارا على مستوى كل مراكز البريد بالمدينة على غرار مركز اكميل. و ايسطو . و حي الصباح. و الياسمين .و المدينة الجديدة و سان شار حيث يقصد المتقاعدين هذه المراكز منذ أولى ساعات الصباح ليأخذ مكانه في الصفوف الطويلة حتى يتمكن من الحصول على راتبه في النهاية و قد لا يستطيع ذلك في كثير من الأوقات. و في هذا الصدد تقربنا من طابور الانتظار الطويل الذي كان أول أمس ملفتا للأنظار أمام مركز بريد حي الأمير عبد القادر. اكميل. سابقا بالقطاع الحضري البدر و التمسنا استياءا كبيرا و غضبا أكبر من هذا الوضع السائد و الحالة المزرية التي آلت اليها خدمات مراكز البريد عموما في ظل غياب آليات عمل متطورة لاجراءات كشف و تحويل و سحب الأموال . و ما يقابلها من تهاون الموظفين حسب ما افاد به أحد الشيوخ الذي تجاوز سنه 70 عاما و لا زال يقف كل شهر ساعات طويلة أما مركز البريد يبذل جهدا كبيرا ليتحمل صعوبة الموقف و يدفع ثمن تجاهل المسؤولين. و حالات كثيرة تعيش مشقة سحب الراتب في ألفية التكنلوجيا و عصرنة الادارة المدعاة. و في جولتنا داخل مراكز البريد لاحظنا شيوخ يجلسون على الأرض يكسرون ملل الانتظار و تعب الوقوف و يتطلعون لوصول دورهم. و أكد بعضهم أنهم متخوفون من عدم وصول دورهم قبل منتصف النهار موعد غذاء العمال فيضطرون الى البقاء الى ما بعد الظهيرة. و ينتج عن هذه الظروف فوضى كبيرة داخل و خارج مراكز البريد و لعل ابرز الأسباب وراء الظاهرة حسب بعض المواطنين هو نقص أجهزة الكمبيوتر. و أحيانا عدم توفر السيولة الكافية. فضلا على مشاكل أخرى تتعلق بتعطل قوابس الكهرباء او الأجهزة..و يبقى المتقاعد يتساءل الى متى سيضل موعد سحب الراتب كابوسا يؤرقه و بقدر استعجاله وصول يوم 22 من كل شهر بقدر استياءه من صعوبة المهمة الشاقة التي تنتظر عجوزا لا يسمح سنه و لا صحته تحمل عناء الانتظار