23 مؤسسة اقتصادية عمومية وخاصة تؤكد انخراطها في مسعى ترقية التكافل الاجتماعي أكد المتدخلون في ملتقى الأبعاد التنموية للعمل الخيري من خلال تفعيل دور المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات الاقتصادية الجزائرية أمس بوهران، أن للمتعاملين الاقتصاديين دور كبير وهام في ترقية العمل الخيري الاجتماعي في بلادنا، وأضاف الأكاديميون في النشاط الجمعوي العلمي الذي نظمته "جمعية جزائر الخير" والقادمين من مختلف جامعات الوطن بحضور ممثلي 23 مؤسسة اقتصادية محلية ووطنية (3 منها عمومية)، أنه حان الوقت لانخراط أرباب العمل ومدراء الشركات في الحقل التضامني الخيري، مشددين على أهمية تفعيل المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات الاقتصادية في مواجهة كل أشكال الغبن والمعاناة التي تواجه الفرد الجزائري، لاسيما المحرومين منهم، وأبرز الدكاترة والمختصون في مداخلاتهم التي تنوعت في المضمون واشتركت في الهدف والمغازي، أن التقاطع والتفاعل بين المؤسسة الاقتصادية والعمل الاجتماعي، يعد في حقيقة الأمر استثمار ناجح وسيرورة نفعية ومصلحية تفيد المجتمع كما تفيد أرباب الشركات أنفسهم، حيث يعم الخير وتكثر البركة وتسود كل معاني التكافل والتآزر المجتمعي، موضحين أن هذا الأمر يجب أن يتحول إلى ثقافة اقتصادية وسلوك تنظمه لم لا ؟ مستقبلا نصوص قانونية تشجع على مثل التقاليد التي تعرف رواجا كبيرا في عدة دول أجنبية، ما يرسخ فعلا المثل الإنسانية السامية ويشحذ همم الكثير من رجال الأعمال الذين يبحثون عن كسب المزيد من الحسنات بدعمهم ووقوفهم إلى جانب المحرومين والفقراء والمساكين. وأكد رئيس جمعية جزائر الخير، عيسى بلخضر في مداخلته الافتتاحية أن المجتمع المدني مطالب باقتراح المزيد من المبادرات ومضاعفة الجهود والبحث عن أفضل السبل التي تمكنه من تحقيق التناغم والانسجام الاجتماعي والعمل على المشاركة في تحقيق الاستقرار الوطني، مضيفا أن جمعيته عازمة على رفع التحدي والذهاب بعيدا في هذا المشروع الذي قررت تنظميه منذ أزيد من سنتين، حيث وبالرغم من صعوبة الأوضاع الاقتصادية في البلاد، إلا أنها مصممة على إنجاح هذه الخطة المتضمنة إشراك المؤسسات الاقتصادية العمومية والخاصة في مجال ترقية العمل الخيري عبر كامل القطر الوطني، مبرزا الدور الكبير للجامعات الجزائرية وكوادرها في الجانب المتعلق بتطوير البحوث والأطروحات التي تتناول دور المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات الاقتصادية في مجال زرع ثقافة التضامن والتكافل الاجتماعي بين أبناء الوطن الواحد، لاسيما في ظل التحولات الكبرى التي يعرفها العالم في الجانب الاقتصادي خصوصا، داعيا إلى ضرورة تسطير استراتيجية تنموية بعيدة المدى تعزز معنى الشعور بالمسؤولية الاجتماعية كمجتمع مدني وحتى من قبل المؤسسات والشركاء الاقتصاديين، مشددا على ضرورة التشمير على السواعد والانتقال من العمل الآني إلى التنموي، خصوصا في ظل وجود 15 مليون شخص مصاب بأمراض مزمنة وقرابة ال4 ملايين معاق وأكثر من 80000 مشرد بالقطر الجزائري. "متراف" نموذج في العمل الخيري من جانبه أكد المدير العام لشركة "متراف" بلال بورنان في تصريح خص به "الجمهورية" على هامش الملتقى أن العمل الخيري في حد ذاته يعد استثمارا مربحا بل وأنه سيزيد من أسهم ودرجات الخير والبركات في بلادنا حيث يزيد رقم أعمال الكثير من المؤسسات بصفة غريبة وعجيبة وهذا في حد ذاته أمر روحاني ورباني، مضيفا أن المسؤولية الاجتماعية لدى المؤسسات الاقتصادية هي عبارة عن قيم تزرع في ذهن جميع المتعاملين والشركاء وأرباب العمل، وهذا الأمر لا يمكن أن نعتبره سوى قيمة بشرية سامية، مبرزا دور المؤسسة التربوية في غرس مفهوم المسؤولية الاجتماعية الجماعية وأن هذه المسألة تدخل في ثقافة المؤسسات، مضيفا أن شركته "متراف" المتخصصة في البناء وتصدير المواد الفلاحية باتت رائدة اليوم في مجال الأعمال الخيرية وهذا هدف استيراتيجي يدخل ضمن برنامجنا الشهري، وقد قمنا بالمناسبة بالعديد من المبادرات مع جمعية جزائر الخير، وهو الأمر الذي نفتخر به ونعتبره واجبا علينا تجاه الكثير من المعوزين والمحرومين.. هذا وقد تواصلت مساء أمس أشغال الملتقى بتقديم العديد من المداخلات، على أن تختتم اليوم الأحد بمجموعة من التوصيات تتويجا لهذا النشاط العلمي الأكاديمي الهادف.