أعلنت وزارة الثقافة والفنون بأن مراسيم حفل توزيع جائزة رئيس الجمهورية "جائزة علي معاشي للمبدعين الشباب" في طبعتها ال 15، سيكون اليوم الثلاثاء 08 جوان الجاري ابتداء من الساعة السادسة مساء بدار الأوبرا بوعلام بسايح بأولاد فايت، تحت إشراف وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة وبحضور شخصيات دبلوماسية وفنانين. ويتضمن برنامج الحفل منح أربعة وعشرون جائزة لأحسن الأعمال في مجالات الأدب (الرواية والشعر) والمسرح والموسيقى والرقص والفنون التشكيلية والسينما، وقد عادت في دورتها السابقة التي احتضن حفل تسليم جوائزها المسرح الوطني محي الدين بشطارزي، في فرع الأدب للروائية صباح مدرق نارو عن روايتها "وطن مع وقف التنفيذ"، أما في الشعر فقد تحصل رابح فلاح على الجائزة الأولى، وفي المسرح ذهبت الجائزة الأولى لثيزيري بن يوسف عن مسرحيتها "موندرام العازفة"، وفي فرع الموسيقى منحت الجائزة الأولى للفنان زهير مزاري عن عمله "ايفازيون موزيكال Evasion musicale"، أما في مجال الرقص، فقد منحت اللجنة الجائزة الأولى للراقص نصر الله أيوب بلمهل عن عرضه "كاتارسيس"، وفي الفنون التشكيلية عادت الجائزة الأولى للفنانة نور الهدى شوتلة عن عملها "المرأة في إفريقيا"، أما في فرع السينما فقد منحت الجائزة الأولى لبشير مسعودي عن عمله "رحيم". يذكر أن جائزة "علي معاشي" أنشئت بموجب مرسوم رئاسي في 2006 وهي موجهة للمبدعين الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم 35 عاما، وتبلغ قيمة الجائزة الأولى500.000دج، الثانية 300.000دج، أما الثالثة فتقدر قيمتها ب100.000دج، وسميت الجائزة باسم الفن الشهيد علي معاشي وهي تسلم في 8 جوان من كل عام في إطار الاحتفالات اليوم الوطني للفنان للتذكير، علي معاشي (12 أوت 1927 – 8 جوان 1958) شاعر ومغن وشهيد جزائري من ولاية تيارت عرف بأغانيه الوطنية والتي مثلت طابعا فنيا للثورة الجزائرية من أجل الاستقلال عن فرنسا، تأثر صغيرا بالقصيدة الشهيرة "مولاة الحايك" لشاعر الملحن "محمد بلطرش" أسس فرقة فنية سميت "سفير الطرب" وطاف بعدة مناطق من تيارتمسقط رأسه إلى تونس ومصر رغم سنه صغير الذي لم يتجاوز الثامنة عشر مستغلا اشتغاله بالبحرية آنذاك، تطور فنه وأوجد لنفسه بصمته الخاصة من خلال دمج النغمة الوهرانية الأصيلة التي وافقت صوته العذب، وتغنى بقصائد متنوعة بين الغزلية والثورية فتغنى بالمرأة وبالجزائر ومناطقها، فاشتهر بأغان كثيرة مثل "يا بابور" وهي أول ما ألف و"تحت سماء الجزائر" و"طريق وهران" و"أنغام الجزائر" المعروفة بمطلعها "يا ناس أما هو حبي الأكبر..." والتي جمع فيها مختلف الطبوع الجزائرية عبر 15 دقيقة تنبه المستعمر الفرنسي لتأثير أغاني علي معاشي، فاختطفه في 8 جوان 1958 مع اثنين من رفقائه، واقتادهم إلى "ساحة كارنو" (ساحة الشهداء حاليا) بمدينة تيارت حيث قتلهم ونكل بجثثهم، ولم يكتفي بذلك، فجمع الجزائريين لمشاهدة مصير الثلاثة المشنوقين في الساحة لبث الرعب في نفوسهم، استشهد علي معاشي وعمره يناهز 31 سنة.