احتضنت أول أمس، قاعة السينما "المغرب" بوهران، حفل فني لفرقة "بيسان" للفنون الشعبية الفلسطينية، والذي يندرج ضمن جولتها الفنية المنظمة من قبل وزارة المجاهدين وذوي الحقوق بمناسبة الذكرى ال 68 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة، تحت شعار "ملحمة شعب وعزة أمة"، وكانت بدايتها من الجزائر العاصمة وجابت مدن سطيف وخنشلة وبسكرة وورقلة، وسط حضور جماهيري مميز تفاعل مع أداء الفرقة. قدمت فرقة "نيسان" مجموعة من الأغاني الشعبية ومقاطع غنائية ولوحات فنية تراثية فلسطينية ورقصات فولكلورية أبرزت عمق و ثراء الثقافة الفلسطينية، كما عكست الوضع الصعب والقهر الذي يعيشه الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الصهيوني إضافة إلى روح المقاومة والتحدي التي تميز هذا الشعب وتمنعه من الانكسار والاستسلام، وأبرز رئيس جمعية الصداقة والاخوة الجزائرية الفلسطينية اسعد عمر القادري في كلمة افتتاحية للحفل أن فرقة "بيسان" تعتبر نشاطها الفني نوعا من المقاومة والكفاح ضد الاحتلال الصهيوني فهي تعمل على إبراز الموروث الثقافي والفني والفولكلور الفلسطيني من موسيقى ولباس وأكلات وغيرها والذي يحاول الاحتلال طمسه وسرقته ونسبته إليه. من جهته أشار الناطق باسم الفرقة سيف سوداني على هامش الحفل بالحفاوة الكبيرة التي استقبل بها سكان مدينة وهران والمدن الأخرى بالجزائر فرقة "بيسان"، مؤكدا أنها تعبر عن المحبة الكبيرة التي يكنها الجزائريون للشعب الفلسطيني ودعمهم له في سبيل استرجاع أرضه المغتصبة، وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني وفرقة بيسان الفنية يبادلان الجزائر حكومة وشعبا نفس الحب والتقدير لذلك سارعت الفرقة لتلبية الدعوة الجزائرية بالمشاركة في الاحتفالات المخلدة لثورة أول نوفمبر 1954 وأعدت لذلك برنامجا فنيا ثريا يبرز ظروف عيش الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال وكفاحه وتوقه إلى الحرية والاستقلال، مؤكدا أن زيارة الجزائر مثلت فرصة لأعضاء الفرقة للاقتباس من ثورتها العظيمة التي مكنت الشعب الجزائري من دحر الاستعمار وأصبحت نموذجا للشعوب التواقة للحرية والاستقلال وهو ما يسعى إليه الشعب الفلسطيني عبر الكفاح المستمر وعبر مختلف الوسائل المتاحة بما فيها الثقافية تماما كما فعلت فرقة جبهة التحرير الوطني الفنية خلال ثورة التحرير الجزائرية.