أُسدل أول أمس، السّتار على فعاليات الطبعة الثانية عشر من "المهرجان الدولي الثقافي للمنمنمات وفنون الزخرفة" ألذي احتضنته عاصمة الزيانين تلمسان، تحت شعار "جُسور ذهبية"، بحضور مدير الثقافة والفنون لولاية تلمسان، محافظة المهرجان ومدراء المؤسسات الثقافية تحت الوصاية. وعرف حفل ختام المهرجان الذي أقيم بمركز الدراسات الأندلسية تكريم المتوجين الثلاثة الأوائل في المسابقات الرسمية، حيث عادت الجائزة الأولى للفنان الجزائري جيلالي قرين، فيما عادت الجائزة الثانية للفنان الباكستاني سيد عبد العرفان ، أما الجائزة الثالثة فعادت للفنانة الجزائرية هدى مليك، كما قدمت لجنة التحكيم ثلاث جوائز تشجيعية لكل من الفنان محمدي نجيب، والفنانة أمينة قاضي والفنانة فريال مخنشي، وقالت رئيسة لجنة التحكيم، الفنانة آمال ضيف الله، أن 16عملاً فنيًا قد ترشح للمسابقة بين منمنمات وزخرفات، مضيفة أن عمل الفنان جيلالي قرين الفائز بالمرتبة الأولى يحمل تقنيات عالية الدقة والجودة، ويعكس أصالة المدرسة الجزائرية في المنمنمات. وعرفت الدورة التي جاءت بهدف تسليط الضوء على أبرز المدارس الفنية في العالم الإسلامي كالعثمانية والفارسية والمغولية والتيمورية و أيضا الجزائرية، وكذا تجارب الفنانين الجزائريين في هذه الممارسة الفنية العريقة التي أرسى قواعدها في الجزائر محمد راسم، وتوفير جو للاحتكاك والتواصل بنظرائهم من البلدان ذات التقاليد العريقة في هذا المجال، تنظيم ندوة حول "مدارس الفن الإسلامي"، بمناسبة اليوم العالمي للفن الإسلامي المصادف ل 18 نوفمبر من كل سنة، وهذا بمشاركة أساتذة وأكاديميين من الجزائر والبلدان المشاركة تناولت مواضيع مختلفة كالزخرفة العثمانية نهاية القرن 16، والمدرسة الجزائرية للمنمنمات من خلال الأخوين محمد وعمر راسم، وكذا تطور مدارس المنمنمات في إيران وأفغانستان، كما عرف تنظيم معرض تشكيلي دولي شارك فيه عشرات الفنانين من الجزائر والبلدان الأجنبية المشاركة، مع تخصيص تكريم الفنان الراحل "بشير يلس" إبن تلمسان وأيقونة الفن التشكيلي في الجزائر، نظير مساره الإبداعي الثري والحافل في مجال التشكيل وفن العمارة. هذا وتميّز المهرجان طيلة أيامه بتنظيم عدة نشاطات فنية متنوعة، على غرار تنظيم ورشات ودورات تدريبية أطّرها بعض الخبراء المشاركين، لفائدة طلبة وفنانين شباب من مدارس الفنون الجميلة لولاية عنابة وعزازقة (تيزي وزو) وكلية الفنون الإسلامية بتلمسان، والتي أطرها أساتذة بارزون في مجال الفنون الإسلامية من الجزائر، تركياوإيران وغيرها، كما تم تنظيم محاضرات وندوات فكرية تزامنًا وإحياء اليوم العالمي للفن الإسلامي، بالإضافة إلى برمجة خرجات سياحية إلى بعض المواقع الأثرية بتلمسان والتي نالت إعجاب المشاركين.