استطاع مغني احتلال قلوب الجزائريين في وقت وجيز حتى أن البعض شبههُ بالأسطورة زين الدين زيدان.. من إعداد: سفيان بوز ———————— كان مشوار "مراد مغني" في تصاعد، لكن مسلسل الإصابات قهره وحطّم كل أمانيه في أن يصبح أحد أهم صانعي الألعاب في عالم كرة القدم، حيث أرجع جل المتتبعين إلى أن مراد مغني عند انطلاق مسيرته الكروية ضمن فريق بولونيا الايطالي كصانع ألعاب كان الأحق بخليفة أسطورة الكرة الفرنسية زين الدين زيدان في منتخب الديكة، لكن الجزائري فضل اللعب لبلده الأصل، مستفيدا من قانون الفيفا الذي مررته الجزائر، الذي يسمح للاعبين الأجانب باللعب لمنتخبات بلدانهم الأصلية حتى لو لعبوا وتقمصوا ألوان منتخبات بلد مولدهم.. فرح عشاق الكرة في الجزائر بقدوم مغني لأنهم كانوا يعلمون جيدا القيمة المضافة التي سيقدمها لاعب بارما آنذاك ل "الخضر"..إلا أن لعنة الإصابات قطعت عليه طريق الصعود على سلم النجومية ولم يتمكن مدلل الجماهير الجزائرية والشاب الخلوق والرزين من تحقيق حلمه الأول في المشاركة مع محاربي الصحراء في كأس العالم التي جرت في 2010 بجنوب إفريقيا بعد الإصابة الخطيرة التي تلقها أثناء منافسات الأمم الإفريقية بانغولا من نفس السنة. موهبة مغني يشهد لها الجميع، بداية من المدرب السابق للمنتخب الفرنسي ريمون دومينك، الذي اعترف في 2006 بالقدرات التي يتوفر عليها الجزائري، موضحا "أعتقد أن مراد مغني لاعب موهوب وله نفس مهارات زيدان، إلا أن هذا الأخير تمكن اللعب في الدرجة الأولى الفرنسية على غرار كان وبوردو قبل انضمامه إلى المنتخب الأول الفرنسي، مما سمح له باكتساب نضج تكتيكي، بالمقابل لم يتمكن مغني من تطوير جميع قدراته مما تسبب في تراجع قدراته الفنية.."ورغم بروزه رفقة نادي لازيو الإيطالي (60 مقابلة هدفان)، إلا أن توالي الإصابات التي ظلت تلاحق "مغني" منذ كأس إفريقيا للأمم 2010 تسبب في إيقاف مسيرته الاحترافية مع "لازيو روما"، ثم مع "الخضر".. ولم يكن انتقاله إلى قطر ليساعده على العودة، حيث أقدم "لاخويا" القطري على فسخ عقده في أفريل 2014.
مراد مغني: "أحن للكرة كثيرا" أكد النجم الدولي الجزائري السابق في حوار لجريدة لوباريزيان الفرنسية، أنه يحن كثيرا لمداعبة الكرة وأنّه سيحسم مسألة مساره الرياضي في آخر الموسم الجاري، ما جعله ينضم إلى نادي "أف سي شون سور مارن" الفرنسي لكرة القدم داخل القاعة(الدرجة الثالثة)، وهو الفضاء الذي تعلّم فيه فنون كرة القدم أيام صغره، وستكون الفرصة مواتية لعودته، بعد تدربه لفترة طويلة مع بدلاء سوشو، وأردف"مراد:"اعتبارا لمردودي وتطلعاتي، سأقرر في نهاية الموسم بشأن مسيرتي، وبهذا وضع مغني حدا لمشواره الاحترافي والتحق بما يسمى "فوتسال" ، ويسعى متوسط الميدان الهجومي لمساعدة "أف سي شون سور مارن" على الصعود إلى القسم الثاني لبطولة داخل القاعة، علما إنّ الفريق يشرف عليه الفرنسي "يوهان لوغي" بمساعدة "سعيد مغني" الشقيق الأكبر لمراد.
——————————————— بورتري: مغني.. نسخة من زيدان دمرتها الإصابة.. بدأ مراد مداعبة الكرة في أحياء العاصمة الفرنسية باريس قبل أن ينضم للمدرسة التكوينية الأكبر في فرنسا "كليرفونتان" التي أخرجت نجوما كبارا كتيري هنري و نيكولاس أنليكا وبابان … الخ من اللاعبين الكبار، وعندما بلغ مراد ال 16 سنة من عمره و بعد أن أبهر فرنسا بإمكانياته انتقل إلى أول نادي في مشواره وهو نادي بولونيا الإيطالي الذي لعب له في الفريق الثاني وكان في كثير من الأحيان يلعب للفريق الأول ويلعب مباريات كبيرة حتى سنة 2006 حين أعير إلى نادي سوشو الفرنسي بعد أن لعب 37 مباراة مع نادي بولونيا في الدوري الإيطالي، خلال ثلاث سنوات سجل خلالها 5 أهداف وبعد أن أعير إلى نادي سوشو تابعته كل فرنسا وصار حديثًا للإعلام المحلي، حيث أقنع الجميع بإمكانياته خلال موسم واحد جعل بولونيا يعيد مراد بسرعة ويضمه للفريق الأول للنادي الإيطالي. وتألق مراد بشكل أكبر في الموسم الأول في إيطاليا بعد رجوعه من فرنسا، حيث لعب جميع المباريات مع فريقه بمجموع 35 مباراة، سجل خلالها هدفين وأعطى 08 تمريرات حاسمة جعلت مراد تحت الأضواء في إيطاليا وهو في سن ال 23 ربيعا، فانتقل لنادي أكبر وهو نادي العاصمة الإيطالية روما نادي "لازيو روما" مقابل مليوني يورو. في لازيو روما قدم مراد الكثير خاصة في موسمه الأول (2007/2008)، حيث كان النادي الإيطالي مدعو للمشاركة في دوري الأبطال الأوروبية، حيث أمتع أوروبا بفنياته خاصة عندما لاقى نادي العاصمة ريال مدريد في سانتياغو برنابيو، ولعب مراد في أول موسم له مع لازيو 23 مباراة وسجل أولى أهدافه ضد نادي باوك سالونيكا اليوناني. في الموسم الثاني مراد قدم أداء جيدا على العموم، حيث لعب 22 مباراة مع ناديه وأحرز كأس إيطاليا وكأس السوبر الإيطالية وأعطى 5 تمريرات حاسمة، و في هذا الموسم لعب مراد 7 مباريات مع ناديه وسجل هدفا وحيدا ضد نادي ليفسكي صوفيا في بطولة الدوري الأوروبي. أول لاعب في العالم يتقمص ألوان منتخبين يعدّ مراد، حيث لعب للمنتخب الفرنسي وأحرز معه كأس العالم لأقل من 17 سنة وكان أفضل لاعب فيها وتقمص في عدة مرات ألوان المنتخب الأولمبي قبل أن يرفض دعوة المنتخب الأولمبي الفرنسي واتصل برئيس الاتحادية الجزائرية لإيجاد حل، ليمثل مراد منتخب بلاده الأصلي وهذا ما فعله رئيس الاتحادية، حيث أتاح لمراد فرصة تقمص ألوان المنتخب الجزائري، وهذا ما تحقق بداية من لقاء الأوروغواي في أوت 2009، و لعب مراد 5 لقاءات دولية مع المنتخب الجزائري. إنجازاته: وصيف بطل أوروبا، كأس العالم لأقل من 17 سنة، دورة تولون الدولية 2004، كأس إيطاليا2009، كأس السوبر الإيطالية 2009. سفيان بوز —————————————- عبد الرحمان مهداوي ل "الحوار": لن نحصل على خليفة لمغني.. أكد المدرب السابق للمنتخب الوطني العسكري عبد الرحمن مهداوي، في تصريح ل"الحوار"، أن التشكيلة الحالية للمنتخب الوطني لم تتمكن من الحصول على خليفة لمغني، "لأنه يمتلك خصوصية تجعله منفردا عن بقية اللاعبين، وأهم ما يميزه هو طريقة لعبه الفريدة من نوعها، وقدرته على الانتقال من وضعية لأخرى في قمة من الأناقة." وفي مقارنته مع صانع ألعاب "الخضر" ياسين براهيمي، أكد مهداوي أن هناك فرق بين اللاعبين رغم أن براهيمي قد بلغ مستوى عالمي يؤهله للّعب في أكبر النوادي الأوروبية فهو أكثر هجومية، أما مغني فيمكن اعتباره منسق التركيبة الهجومية في المنتخب الوطني. وأشار المدرب الوطني السابق، أن مراد مغني يعد أفضل صانع ألعاب عرفته التشكيلة الوطنية، فهو من اللاعبين الذين يمكنهم تغيير مسار اللقاء في أي لحظة، على حد تعبيره. وحول الجدل الذي أثير بعد مشاركته في نهائيات أمم إفريقيا 2010 التي أقيمت في أنغولا وهو ما زال تحت تأثير الإصابة، أكد مهداوي أن المدرب الوطني آنذاك رابح سعدان لا يتحمل وزر اللاعب، لأن الضوء الأخضر يعطى من طرف طبيب المنتخب واللاعب نفسه، وبالتالي لا يمكن أن نلوم الناخب الوطني لأنه أقحمه خلال اللقاء الذي أصيب فيه مغني. وحول احتمال استعادة اللاعب لمستواه المعهود، أكد مدرب المنتخب العسكري السابق أنه بالنظر إلى سن اللاعب الذي تجاوز الثلاثين بالإضافة إلى الإصابة التي تعرض لها، كلها عوامل قد تحول بينه وبين العودة إلى الملاعب، مشيرا أن صانع ألعاب "الخضر" يمكنه ربما التألق في منافسة كرة القدم داخل القاعة، وشخصيا أتمنى له حظا موفقا في مشواره الجديد..
