مشوار متواضع في أوروبا لزياني.. مشاكل في مارسيليا وفولزبورغ وضياع في صحراء الخليج بعد مردود لافت رفقة أندية تروا ولوريون وسوشو، استقطب كريم زياني الأضواء من حوله، ليخطفه نادي أولمبيك مارسيليا في جوان ،2007 بعقد ل 4 أعوام، مقابل 8 ملايين أورو. الجميع كان ينتظر مرور كريم للسرعة القصوى، بالنظر إلى إمكانياته الفنية التي كانت محل إشادة من جميع المحللين والمتابعين ليس بفرنسا والجزائر فحسب، بل في أوربا كذلك. ووقع كريم أول أهدافه مع نادي الجنوب الفرنسي في مباراة رسمية في 15 أوت 2007 ضد فالنسيان في الجولة 3 من الدوري الفرنسي، وبعد تألق لم يدم سوى 3 أشهر تلقى كريم إصابة أبعدته عن الملاعب لعدة أشهر، كانت كافية لبروز لاعب فرنسي اسمه ماثيو فالبوينا، الذي أخذ مكانة زياني وأجبره على الجلوس على مقاعد البدلاء بعد شفائه وعودته للملاعب.
شجار مع غيريتس يبقيه في الظل هذه الوضعية "كهربت" العلاقة بين الجزائري ومدربه البلجيكي إيريك غيريتس، لتتم معاقبة كريم من طرف إدارة النادي لمدة 10 أيام، ليغلق موسما فاشلا على طول الخط. عاد في العام الموالي كريم وكله عزم على التألق، فرغم عودته المتأخرة بسبب الإصابة التي منعته من المشاركة مع مارسلييا في الجولات الأولى من الدوري الفرنسي، إلا أن اللاعب أصبح ركيزة أساسية في تشكيلة غيريتس، ليختارلشهرين متتاليين كأفضل لاعب في النادي المارسيلي. هذا التألق جعل أندية كثيرة تبدي اهتمامها باللاعب على غرار إشبيلية الإسباني الذي اقترح صفقة تبادلية بانتقال كريم إلى النادي الأندلسي مقابل 12 مليون يورو زائد تحويل المهاجم شيفانتون إلى مارسيليا. ليفربول الإنجليزي وإنتر ميلان الإيطالي وأتليتيكو مدريد الإسباني، كلها أبدت رغبتها كذلك في إستقدام زياني، ولكن مشوار زياني عاد للتذبذب من جديد، بعد أن ساءت علاقته مع المدرب غيريتش، وتشاجره مع اللاعب الفرنسي ذي الأصول التونسية، حاتم بن عرفة. شغبه يصاحبه إلى فولزبورغ ورغم قدوم مدرب جديد للنادي، في شاكلة اللاعب الدولي الفرنسي السابق، ديديي ديشان، إلا أن مستوى زياني راوح مكانه، ليجبر على تغيير الأجواء باتجاه نادي فولزبورغ الألماني بعد أن لعب 68 مباراة مع مارسيليا سجل من خلالها 3 أهداف. محطة ألمانيا كانت متواضعة هي الأخرى، فرغم أن الفريق خرج بطلا لألمانيا في 2008، إلا أن قدوم الجزائري في الموسم الموالي لم يكن موفقا، إذ دخل في شجار مع الدولي البوسني إيدين دزيكو في أحد الحصص التدريبية، لتتراجع أسهم الدولي الجزائري وتلتصق به صورة اللاعب المنرفز والمشاغب. وفي موسمين شارك زياني في 23 مباراة فقط، بعد فشله في حجز مكانة أساسية وتعرضه للإصابة، لينتقل إلى كايزرسبور التركي معارا في 2011، ليلعب نصف موسم ويلعب 23 مباراة، قبل أن يشد الرحال إلى صحراء الخليج، في مسار عكس بوضوح تراجع مستواه. رحلة انتحارية إلى الخليج فقد زياني بريقه بمجرد انتقاله إلى الدوريات الخليجية، وهو الأمر الذي كلفه خسارة مكانته في المنتخب الوطني، حيث رفض المدرب الوطني السابق وحيد حليلوزيتش الاعتماد عليه مجددا مع الخضر، وهو نفس الأمر الذي ينطبق على المدرب الجديد للخضر كريستيان غوركيف، الذي رغم معرفته الجيدة بإمكانياته، إلا أنه لم يفكر البتة في إعادته إلى المنتخب رغم حاجة الفريق لخبرة زياني، ما يعني أن انتقال اللاعب إلى الخليج كان بمثابة إطلاقه لرصاصة انتحارية على مشواره الكروي.. يشار إلى أن زياني يلعب حاليا رفقة الفجيرة الإماراتي الذي انتقل له هذا الموسم قادما من عجمان الإماراتي، علما أنه عانى من إصابات متكررة هذا الموسم ولم يشارك سوى في 10 مباريات. حضور لافت مع "الخضر" المتابع لمشوار زياني يلاحظ وجهين مغايرين لمردوده رفقة الأندية والمنتخب الوطني، إذ أن حضوره رفقة "الخضر" كان أكثر بروزا ونجاحا، فزياني التحق بالمنتخب الوطني سنة 2003 عندما كان ينشط رفقة نادي تروا الفرنسي، وكانت مباراة الخضر ضد المنتخب البلجيكي أول ظهور له مع التشكيلة الوطنية، ثم شارك في كأس إفريقيا للأمم 2004، التي أقيمت بتونس ليثبت لأنصار محاربي الصحراء أحقيته باللعب للمنتخب الوطني، أين وصل رفقته إلى الدور ربع النهائي، وتمكن كريم من تسجيل اسمه ضمن القائمة المثالية للدورة، وواصل تألقه بإمضائه المشاركة الثانية في نهائيات الأمم الإفريقية 2010 بجنوب إفريقيا، وبعد غياب عن العرس الإفريقي لمدة 4 سنوات، قاد كريم زياني الفريق الوطني تحت إشراف المدرب الوطني رابح سعدان، إلى مباراة الدور ربع النهائي التي فاز فيها رفقاؤه على المنتخب الإيفواري، قبل أن يقصى على يد "الفراعنة" في نصف النهائي. ينقصه لقب قاري وأم درمان أجمل ذكرى تأهل كريم زياني مع المنتخب الوطني إلى كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا بعد مباراة فاصلة أمام المنتخب المصري بملعب أم درمان بالخرطوم السودانية، ستبقى دون شك أجمل ذكرى بالنسبة للاعب، الذي كان وراء التمريرة الحاسمة لعنتر يحيي، هذا الأخير الذي سدد كرة قوية أسكنها شباك الحارس الحضري، وأرسل بها "الخضر" إلى المونديال بعد غياب دام 24 سنة. ورغم أنه كان يلعب ضمن أحد أقوى المنتخبات الإفريقية، إلا أن زياني فشل في قيادة "الخضر" للتتويج بلقب قاري، غير أن ذكرى التأهل للمونديال عوضت الإخفاق القاري.
انسحاب، اعتزال أم طرد؟ لاشك أن طريقة خروج زياني من المنتخب الوطني لازالت تطرح العديد من التساؤلات وسط الجماهير الرياضية، فاللاعب لم يعد ل"الخضر" بعد قدوم المدرب الجديد وحيد حاليلوزيتش، رغم المساندة والمطالبة الكبيرة بعودته من طرف الجمهور الجزائري، الذين لم يتفهموا سبب عدم وجود قائد الفريق في تشكيلة "المحاربين". حاليلوزيتش كان يقول في كل مرة أن زياني لاعب كبير، ولكنه لا يملك مكانة في "الخضر" مع بروز لاعبين جدد على غرار فيغولي وبراهيمي..