قالت السلطات الأسترالية المكلفة بالبحث عن الرحلة الماليزية ام اتش 370 أمس الجمعة إنها "تزداد ثقة" بأن الحطام الذي عثر عليه قرب جزيرة في المحيط الهندي يعود للطائرة المنكوبة ما يزيد أمل حل أحد أكبر الألغاز في تاريخ الطيران المدني. وعثر على قطعة الحطام التي يبلغ طولها مترين على شاطىء في جزيرة لا ريونيون الفرنسية في المحيط الهندي ويتوقع أن يتم تحليلها اليوم السبت في فرنسا. وقال المحققون إنهم باتوا أقرب إلى حل اللغز المحيط باختفاء طائرة البوينغ الماليزية قبل 16 شهرا مع 239 شخص معظمهم من الصينيين. وقال رئيس مكتب سلامة النقل الأسترالي مارتن دولان لوكالة فرانس برس الجمعة "ثقتنا متزايدة بأن هذا الحطام هو للرحلة ام اتش 370′′ التابعة للخطوط الجوية الماليزية". وأضاف أن "شكل القطعة شبيه جدا بالقطع التي تكون هيكل طائرات البوينغ 777". وأكد أنه يجب توخي الحذر حتى التأكد من ذلك لكنه أعرب عن الأمل في الحصول على معلومات أدق "في الساعات ال24 المقبلة". وقال رئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق الخميس إن "الاحتمال كبير" في أن تكون القطعة من طائرة بوينغ 777 لكن يجب التأكد من ذلك. وقال خبراء إن الحطام هو جزء صغير من جناح طائرة بوينغ 777 وفي حال تأكيد ذلك من المحتمل أن يعود للطائرة الماليزية المفقودة. وعثر على الحطام قرب جزيرة لاريونيون الفرنسية على بعد حوالى أربعة آلاف كلم (2500 ميل) من المنطقة في المحيط التي يعتقد أن تكون الطائرة سقطت فيها العام الماضي. ويتوقع نقل القطعة السبت إلى موقع في فرنسا لتحليلها قرب مدينة تولوز من قبل سلطات الملاحة الجوية كما أفادت مصادر فرنسية لوكالة فرانس برس. والسلطات المكلفة بالبحث عن الطائرة المنكوبة تعتقد أن الرحلة ام اتش 370 تحطمت في جنوب المحيط الهندي. لكن لم يتم العثور على أي أدلة مادية تؤكد هذه الفرضية وفي جانفي أعلنت السلطات الماليزية أنه يرجح أن يكون كافة الأشخاص الذين كانوا في الطائرة قضوا. وقال وزير النقل والبنى التحتية الاسترالي وارن تراس الذي تتولى بلاده تنسيق عمليات البحث الدولية في المحيط الهندي للعثور على الطائرة أنه واثق من أن البحث عن الطائرة يتم في الموقع الصحيح. وأضاف "ليس هذا دليلا قاطعا لكن العثور على الحطام في شمال جزيرة لاريونيون يتناسب مع تقلبات التيارات البحرية وما نتوقع أن يحصل في هذه الظروف". وأوضح أنه حتى وأن تبين أن الحطام يعود للطائرة الماليزية "فهذا لن يساهم كثيرا في تحديد الموقع الحالي للطائرة". وتابع "بعد 16 شهرا ومع تقلبات التيارات فإن استخدام تقنية النموذج العكسي شبه مستحيل". وكانت الطائرة الماليزية تنقل 239 راكب عندما اختفت فجأة عن شاشات الرادار بعد إقلاعها من كوالالمبور إلى بكين في الثامن من مارس 2014. وبالنسبة إلى أسر الركاب الذين يريدون معرفة ما حصل من جهة ويأملون من جهة أخرى أنهم لا يزالون أحياء، فإن هذا التطور الجديد يزيد من معاناتهم. وقال جيانغ هوي أحد المسؤولين عن مجموعة الأسر الصينية والذي كانت والدته على متن الرحلة، لوكالة فرانس برس في بكين "مرت سنة ونصف سنة ولم تتحمل أي جهة المسؤولية لم يعتقل أحد أو يحاسب أو يعاقب. هذا غير مسبوق". وأضاف "عانت أسر ركاب الطائرة الماليزية المفقودة أكثر من أي أشخاص آخرين في حادث تحطم طائرة لفترة طويلة". وقالت الأسترالية جانيت ماغواير التي كانت شقيقتها كاثي في الطائرة إن العثور على الحطام "أمر صعب على كافة أفراد الأسرة". وأضافت "نأمل في الحصول على أجوبة من خلال هذا الحطام وأنه عائد للرحلة ام اتش 370 لنكون فكرة لنعرف بالضبط ما حل بكل ما كان في الطائرة". والجمعة عثر على زجاجة تنظيف من ماركة أندونيسية على الشاطىء وسلمت للمحققين. وفي حين سجلت عدة حوادث في المنطقة كتحطم طائرة بوينغ 747 تابعة للخطوط الجوية الجنوب إفريقية قرب جزيرة موريشوس في 1987 ما أدى إلى مقتل ركابها ال159، لم تكن أي من الطائرات من طراز بوينغ 777. وقال خبراء إن رقم تسجيل على الحطام يعني تحديد بسرعة ما إذا كان يعود لطائرة بوينغ 777. واتهمت عائلات الركاب الحكومة الأندونيسية بعدم الكفاءة وعدم احترام مشاعر العائلات وبالتكتم وانتقد كثيرون تركز البحث في المحيط الهندي في حين تم تجاهل احتمالات أخرى. ولم يعثر على أي أثر للطائرة بالرغم من عمليات البحث المكثفة التي تقودها استراليا في المحيط الهندي، لتصبح هذه الكارثة الجوية أحد أكبر الألغاز في تاريخ الطيران المدني.