محاولة أخرى تحاول من خلالها فرنسا التي لا تزال تسير بالعقلية الاستعمارية، استفزاز الجزائر، وكانت الفرصة هذه المرة حينما احيى الجزائريون ذكرى 8 ماي 1945 التي استشهد فيها ما لا يقل عن 45 ألف شهيد في يوم واحد، حيث خرج الرئيس الفرنسي أمس بتصريح غريب لا يمكن فهمه الا على نحو واحد، وهو استفزاز الجزائر المستقلة، اذ دعا الفرنسيين إلى التفاخر بتاريخهم، تعليقا على المجزرة الفرنسية المرتكبة سنة 1945. "أريد من الفرنسيين أن يكونوا فخورين ببلادهم، وأن يقولوا إننا نملك تاريخا جميلا وكبيرا في 8 ماي". هكذا كانت خرجت الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، على صفحته الرسمية على موقع "فايسبوك". وأراد الرئيس الفرنسي تذكير الفرنسيين بالمظاهرات التي أعلنتها قوات الحلفاء، التي كانت فرنسا إحداها، بانتصارهم على النازية بعد الحرب العالمية الثانية، لكنّ هولاند نسي أن القوات الاستعمارية الفرنسية حوّلت تلك المظاهرات بالجزائر إلى مجازر تاريخية شنيعة في حقّ الشعب الجزائري، في ذات التاريخ، بعدما شارك في تلك المظاهرات "طمعا" في استقلال بلادهم وتطبيق مبادئ الحرية التي رفع شعارها الحلفاء طيلة الحرب العالمية الثانية، وكانت مظاهرات عبر الوطن كله وتكثفت في مدينة سطيف، ونادى فيها الجزائريون بالحرية والاستقلال، وواجهتها فرنسا الاستعمارية بأسلوب القمع والتقتيل الجماعي باستعمال القوات البرية والجوية والبحرية، ودمرت قرى ومداشر ودواوير بأكملها. ونتج عن هذه المجازر قتل أكثر من 45000 جزائري، ووصلت الإحصاءات الأجنبية إلى تقديرات أفظع بين 50000 و70000 قتيل من المدنيين العزل، فكانت مجزرة بشعة على يد الفرنسيين الذين كثيرا ما تباهوا بالتحضر والحرية والإنسانية، وهو الأمر الذي جعل الثامن ماي يتحوّل إلى ذكرى أليمة بطلتها فرنسا الاستعمارية ضدّ شعب أعزل كان يطالب باستقلاله. وجاءت خرجة الرئيس الفرنسي في وقت تشهد فيه العلاقات الجزائرية -الفرنسية، تشنّجا "تاريخيا"، بسبب الحملات الاستفزازية التي تقودها منابر إعلامية فرنسية ضد رموز الدولة الجزائرية بمباركة من نزلاء الإليزيه، لا سيما عقب الصورة الشهيرة التي نشرها الوزير الأول مانويل فالس للرئيس عبد العزيز بوتفليقة. سفيان. ب