-الجزء الاول- منذ أشهر يعيش العالم و البشرية جمعاء حالة ربع وهلع لم يشهدها من قبل فهل يستحق منا الفيروس المرعِب كل هذا الانشغال؟ أول قواعد علم الفيروسات (la Virologie) يقول أنه كلما زاد خطر الفيروس كلما كانت العدوى أقل والعكس صحيح كما اوضحته جريدة لوموند الفرنسية (le monde) في مقال نشر في 29 جانفي 2020، حيث يوضخ المخطط التمثيلي أن فيروس كرونا شديد العدوى وبالمقابل هو قليل الخطر. يعتبر المختصون فايروس كرونا المستجد أقل خطرا 5000 مرة من الانفلونزا الاسبانية التي حصدت 50 مليون حالة وفاة أي 02% من نسبة سكان العالم. دراسات أكدت أن احتمال الموت بفايروس كرونا تقدر ب 0,01% من اجمالي السكان المصابون به. حسنا، في الصين قدرت نسبة المصابون بالفيروس 0,05% و نسبة الوفايات ب 0,0002% من اجمالي سكان الصين، ما يجعلنا نقول أن احصائيات ''الكارثة'' الصحية -كما يسوق لها الاعلام- ضعيفة وبشكل سخيف اذا قارناها بأمراض فيروسية أكثر شيوعا وأكثر حصدا للأرواح على رأسها الإنفلونزا الموسمية. تحصد الإنفلونزا الموسمية ما يعادل 0,006% من الوفاياة سنويا، فيروس الإنفلونزا الموسمية الذي نعتبره امرا أو مرضا شبه عادي وفي أغلب الاحيان لا نعيره أهمية بالغة اشد خطراً من كرونا علما أن لقاحه متوفر في كل الدول وبالمجان للفئات المهددة بالموت بسببه. سجلت الجزائر 25 حالة وفاة تقريبا بسبب الإنفلونزا الموسمية في الثلاثي الأول من عام 2018. 5 ملايين حالة إصابة معلن عنها حول العالم تسببت في موت 600 ألف شخص. مما يجعله فيروسا قاتلا 30 مرة أكثر من فيروس كرونا. هناك تشابه مربك بين أعراض فيروس كرونا و الانفلونزا الموسمية، بل هي نفس الأعراض. الفيروسان كلاهما ينتقل بنفس الطريقة وكذلك لهما نفس المضاعفات على نفس الشريحة من المرضى المزمنين و كبار السن. هناك كذلك فئة ما يسمون ب ''الحامل الصحي'' (porteur sain) الدين يحملون الفيروس دون أعراض ولا مضاعفات. الاعلام اليوم لا يستطيع التفريق بين أن تموت بسبب فيروس ما أو أن تموت وأنت حامل للفيروس. أعيد لفت الانتباه هنا _فايروس كرونا شديد العدوى لكنه ليس خطير _ المدرب الاسباني لكرة القدم لنادي أتليتيكو بورتادا ألتا، فرانسيسكو غارسيا، شاب يبلغ من العمر 21 عام أعلن عن وفاته بسبب فايروس كرونا وتصدر الخبر تقريبا جميع الصحف العالمية، غير أن التقرير الطبي لوفاته أوضح وجود لوسيميا أدت مضاعفاتها الى إلتهاب رئوي حاد، حسب ما جاء في موقع Swiss Propaganda Resaerch. تقرير جاء على موقع Business Insider France يوضح انه تم الحجر على 700 شخص في سفينة -دايموند برينسس- (Dimond Princess) لمدة أسبوعين في الصين، تم إحصاء 07 وفيات من بين 10 حالات إصابة يعني 01% من اجمالي ركاب السفينة رهن الحجر. من جهة أخرى، تحصي ايطاليا ثاني أكبر نسبة لكبار السن في اوروبا، وحسب تقرير المعهد الوطني الإيطالي للصحة فإن معدل سن الوفايات بفايروس كرونا هو 81 سنة، ويظهر في التقرير مخططات بيانية توضح أن 80% من المتوفون يفوق سنهم 70 سنة، جميعهم يعانون من مرضين مزمنين أو أكثر. ويؤكد البروفيسور الايطالي -والتر ريكاردي- أن 12% من الوفايات هي حالات سببها فيروس كرونا المستجد أي 320 حالة وليس الارقام التي ينقلها لنا الاعلام بالالاف، مرة اخرى هناك خلط بين توفي الحالات بسبب الكرونا او توفيها وهي حاملة للفيروس. يشاع على أن الفيروس سينتهي وجوده بمطلع شهر أفريل وهو نفس توقيت اختفاء الإنفلونزا الموسمية والتداخل بين الملفين مربك وملفت للانتباه. دون شك هناك أبعاد وخلفيات لكل الهلع المرغوب فيه، وتم تضخيمه باستعمال الاعلام بطريقة البروباغندا التي كانت تستعمل في سالف الازمان لاغراض سياسية كصنع رؤساء دول وغيرها. سيتبع هذا بمقال آخر ببعد إقتصادي. … يتبع سارة بوحال.