رمضانيات مهاجر المسلم المغترب قدوة بقلم: رياض بن وادن يقول بروفيسور سويدي لأحد زملائه الجزائريين في الجامعة، وهو صديق لي أصيل مدينة الجزائر العاصمة، بعدما جرى بينهما نقاش حول الإسلام: دينكم من الناحية النظرية دين عظيم، لا يشبه أي ديانة أخرى في العالم من حيث شموليته ومقاصده، لقد وضع لكم منهجًا ينظم حياتكم في أدق تفاصيلها، إلا أنه من الناحية العملية، فأنتم المسلمون في الجهة المعاكسة لما يقوله دينكم!!. كلام البروفيسور السويدي صحيح إلى حد كبير، يعكس معرفة العديد من الطبقة المثقفة في الغرب بالأفكار العامة التي جاء بها الإسلام، كما أنه حكم صائب عن واقع المسلمين عمومًا، فالمسلمون يتحدثون كثيرا بالإسلام لكنهم لم يمسكوا منه إلا الجانب العقائدي والإيماني، الإيمان بالله وبالرسل والكتب، والجنة والنار واليوم الآخر… أما المعاملات فكثيرًا ما يرتبط عدم إتقان العمل، والتزوير، والكذب، والغضب السريع، والفوضى، والسرقة… بالمسلمين، وهنا لا بد أن نتوقف ونطرح العديدة من الأسئلة!!. وعلى ذكر السرقة، فبعض المسلمين لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يأكلوا لحم الخنزير أو الإفطار في شهر رمضان، فهذا أمر محرم وحد من حدود الله لا يمكن التعدي عليه، لكنهم بالمقابل يفعلون كل المحرمات الأخرى دون حياء أو خجل، خاصة فعل السرقة، وهذا مما يضع مصداقية المسلم عند المجتمع الغربي على المحك، وفي حالة لا يحسد عليها تضر بدينه أولا قبل شخصه. ولهذا، فإن مسؤوليتنا نحن كجالية مسلمة في الغرب كبيرة، لأننا بتعبير آخر نمثل دين الله في بلاد الغرب، فنحن مطالبون ليس فقط بإظهار إيماننا بالله، ولكن لا بد من الالتزام الأخلاقي، فهذا الذي يعني كل شيء وهو الأهم، لأن مسألة الإيمان بالله اعتقاد يتشارك فيه العديد من المتدينين ومن ديانات مختلفة. وحتى لا أكون ظالمًا أو قاسيًا على الجالية المسلمة في الغرب، فهناك مسلمون يمثلون حقًا الإسلام بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، وهم اضافة حقيقية بمعاملاتهم وأخلاقهم وفهمهم الوسطي والمعتدل للإسلام، كانت كلها سببًا في دخول العديد من لم يكونوا مسلمين إلى الإسلام. ولأن الإقامة في بلاد الغرب لا تقتصر على العمل وجمع أكبر قدر من الأموال، فقد أصبح من الواجب الاجتهاد من أجل تقديم صورة جميلة عن ثقافتنا، وإبراز الجهات الناصعة البياض من ديننا، لأنه مسؤولية في رقابنا طالما قلنا إننا مسلمون، وإثبات مدى قدرتنا على العيش في الغرب كمواطنين متحضرين نملك ثقافة عظيمة أساسها وعمادها الإنسان ووصالها حبل متين يربط بينه وبين السماء.