لم تجد عائلة بوزكري طريقة للبحث عن فلذة أكبادها الشقيقين الهواري بوزكري البالغ 24 سنة وشقيقه منير البالغ 30 سنة بعد أن تنقلا كمهاجرين سريين سوى التنقل إلى إسبانيا والبحث عنهما هناك عبر مختلف مصالح البلد من مراكز الاعتقال المخصصة للحراقة القادمين من مختلف البلدان خاصة من شمال إفريقيا. وحسب ما روت العائلة فإن الشقيقين غادرا الجزائر قبل 8 أشهر على متن قارب صغير ضمن عدد من الحراقة الآخرين باتجاه جنوب شرق إسبانيا أملا في الوصول إلى إسبانيا والحصول على عمل في المنطقة حسب ما أكده ياسين الأخ الثالث لهما، مشيرا في نفس الوقت إلى أن احتمال تحطم القارب في عرض البحر هو الأرجح خاصة وأن أخبارهم انقطعت مباشرة بعد مغادرة أرض الوطن. لكن هذه التوقعات لم تقنع الأسرة الجزائرية، حيث تنقلت إلى إسبانيا ولم تستسلم في البحث عن ولديها وكلها أمل أن يكونا قد هبطا في ساحل ما من سواحل إسبانيا ويعيشان مختبئين بعيدا عن أعين الشرطة الإسبانية، يقول ياسين. وقبل هذا كان منير قد هاجر إلى فرنسا وأقام هناك بصفة غير شرعية عند عمه، لكن الشرطة الفرنسية كانت له بالمرصاد، حيث فور اكتشافها للأمر قامت بطرده من البلاد، وبعدما تم طرده لم يستسلم منير فعاود الكرة هذه المرة حارقا إلى إسبانيا واصطحب معه شقيقه هواري. هواري ومنير من بين عشرات الأمثلة الحية التي تحدث يوميا على السواحل الإسبانية، وسعيد الحظ من يصل إلى الضفة الأخرى من المتوسط، لكن هذه السعادة سرعان ما تتحطم على أمواج البحر عند اكتشاف الواقع، وتغيب الجنة الأوروبية الموعودة. وتشير آخر الإحصائيات المتوفرة أن أغلبية الحراقة الجزائريين يقصدون إسبانيا نظرا لعدة عوامل على رأسها تواجد جالية إسلامية كبيرة، إضافة إلى قرب المسافة بينها وبين الضفة الجنوبية للمتوسط أين تنطلق قوافل الحراقة الجزائريين خاصة من المناطق الغربية للوطن. ويتواجد حوالي 90 بالمائة من المهاجرين السريين في إسبانيا في ظل غياب إحصائيات دقيقة في هذا الأمر تحصي عدد الحراقة الجزائريين خاصة في الدول الأوروبية مثل إيطاليا وإسبانيا وبدرجة أقل فرنسا.