ماذا يحدث للرياضة الجزائرية اليوم وقد انتهت العهدات الأولمبية لمختلف الاتحادات والأندية؟ بالعودة إلى المشاركة الجزائرية الفاشلة في الأولمبياد، نقف عند تبادل للاتهامات وتقاذف للمسؤوليات وسهام من كل حدب وصوب، تصيب المسؤولين في نزاهتهم وكفاءتهم وكبريائهم، دون أن يغيّر هذا ''الكرنفال'' من حال الرياضة وواقعها، أو يفضي إلى تبعات رغم الاعترافات بالفضيحة. ما معنى أن يستفيق الأمين العام لوزارة الشباب والرياضة من سباته ويعلنها صراحة بأن المشاركة في الأولمبياد كانت مخيّبة؟ هل هي شجاعة أدبية على أن الوصاية لم تكن في مستوى تطلّعات الشباب الجزائري، وبأنها لم تخدم الرياضة؟.. أم أن الأمر يقتصر على قذف الكرة في مرمى اللجنة الأولمبية الجزائرية، بجعلها المسؤولة عن النتائج الفنية، والقول بأن الوزارة لا تختلف في وجودها عن الخزينة العمومية؟ ثم ماذا سنستفيد من تصفية الحسابات بين جيّار وحنيفي على حساب الرياضة الجزائرية، وخطاب الوزير والدكتور لا يسمن ولا يغني من جوع؟ أليس كلام هواة لغة الخشب بوضع المصلحة الوطنية في المقام الأول هو سيّد خطاباتهم الجوفاء؟ ألم يتم اتهام الإعلام بالتشويش على المنتخبات الوطنية حين يتعلّق الأمر بضمان أفضل تمثيل للجزائر في المحافل الدولية، بسبب إثارة الفضائح وكشف العورات؟ حالة ''التسيّب الرياضي'' امتدت إلى الاتحادات والأندية، فتوزيع الريع دون حسيب أو رقيب على من أحكموا قبضتهم على كرة القدم الجزائرية بحجّة أن الكرة تسكت وتلهي الشباب البطّال عن غزو الشوارع وتؤجّل انفجار ''قنبلتهم الموقوتة''، رسالة مشفّرة للانتهازيين ليعيثوا فيها فسادا. فحين تعجز السلطات عن انتشال عميد الأندية الجزائرية من مستنقع الإهانة، وتسمح بتمييع تاريخه ومكانته وقيمته وألوانه ''الجزائرية''، فذلك يعني بأن القانون ''السيّد'' أضحى تحت الجميع، وبأن نية إبقاء الحال على ما هي عليه أصبحت مبيّتة، حتى لا يعود الهدوء إلى كرتنا ورياضتنا التي تعني بالضرورة وضع خط أحمر لعهد الانتفاع من الرياضة على حساب الشباب، ويصبح معه محاسبة من عبثوا بالمال العام مشروعا وضروريا. ''الكرنفال الرياضي'' جعل المفاهيم وقواعد التسيير الاحترافي تختلط، وحين يوضع القانون على خط التماس، وتمنح شارة القائد للنفوذ، وعندما تحلّ القرارات عبر الهواتف محلّ المراسلات الرسمية القانونية، وحين يتم ''الاجتهاد'' في تفسير المواد القانونية لتبرير إجراءات غير صحيحة، ولمّا تشعر الرابطة والاتحادية والوزارة بأنها تحت رحمة ''سوسو'' و ''مومو''، وبأنها مجبرة على ''الدخول في الصف'' وعدم إثارة غضب الجماهير التي يحتمي بها سماسرة الكرة، يمكن لنا بعد كل هذا أن نقرأ الفاتحة على رياضتنا.. والسلام.