شكّل موضوع الصحافة والرقمنة وارتباطهما بالذكاء الاصطناعي، محور ملتقى وطني احتضنته كلية علوم الإعلام والاتصال والسمعي البصري بجامعة قسنطينة 3، عبد الحميد مهري، مؤخرا، تزامنا مع تواصل الاحتفالات باليوم العالمي لحرية الصحافة، بمشاركة أكثر من 35 أستاذا ومهنيا، مع تنظيم 4 ورشات لفائدة الطلبة. أوضح رئيس الملتقى الدكتور عبد الله ذراع، أن هذا الفضاء الأكاديمي الموسوم ب "الممارسة الإعلامية والذكاء الاصطناعي بين التنافسية والتكامل" من تنظيم مخبر الاتصال الرقمي والتكنولوجيات الإعلام، والذي شهد تقديم 35 محاضرة، وتنظيم 4 ورشات، جاء بإشكالية مستجدة نتيجة الثورة التكنولوجية الهائلة التي مست القطاع، والتي نتج عنها تغير في النشاط الإعلامي، مضيفا أن التوجه في الوقت الحالي، أصبح مكثفا نحو تطبيقات الذكاء الاصطناعي في شتى الميادين، ومن بينها الإعلام، الذي بات مهددا؛ لما يقدمه هذا التقدم التكنولوجي في الممارسة الإعلامية. وقال: "إن الصحافة باتت تعاني من خوف وقلق من جهة، وتتمتع بتسهيلات من حيث غزارة المعلومات والمعطيات من جهة أخرى". وأكد الدكتور عبد الله ذراع الذي استذكر تضحيات 140 صحفي في فلسطين الجريحة ووجّه تحية إجلال وإكبار لشهداء مهنة الصحافة الذين ينقلون الحقيقة ويكشفون جرائم الاستعمار، أن الصحافة في ظل هذه الثورة الرقمية، قد تتجه نحو الفناء أو التقدم، مطالبا المهنيين بالمزيد من المصداقية والشفافية، والابتعاد عن التزييف، مضيفا أن هذا الملتقى ومن خلال المحاور التي يرتكز عليها، يخاطب طبلة الكلية، الذين يُعدون رجال صحافة المستقبل، الذين يواجهون هذا التحول الرقمي، وكذا الاستعداد من خلال التكوين الجيد، والتسلح بالعلم. كما أوضح الدكتور المحاضر أن الملتقى يخاطب أيضا، ممتهني الصحافة والإعلام، خاصة أن مهنة المتاعب تشعر، اليوم، بتهديد وجودي حقيقي، وخوف مصيري. وتقع على الصحافيين ورجال الإعلام، حسبه، مهمة الدفاع عن هذه المهنة من خلال التكيف والتأقلم مع المستجدات، والتميز في الممارسة، ومواجهة العاصفة التكنولوجية الهوجاء، مؤكدا على ضرورة وأهمية التنسيق بين الأكاديميين والمهينين لمزاوجة كافة المستجدات، ومد جسور التعاون والشراكة فيما بينهم. وقال: " إن الجامعة لا تستطيع العيش بمعزل عن محيطها. والصحافة لا يمكن ضمان بقائها وحماية وجودها ما لم تنفتح على الجامعة؛ لتمدها بالحلول لضمان البقاء". أما البروفيسور محمد فوزي كينازة، عميد كلية علوم الإعلام والاتصال والسمعي البصري بجامعة قسنطينة 3 "عبد الحميد مهري"، فقد ذكّر بالمسيرة المشرقة للصحافة الوطنية منذ الاستقلال، بدون أن ينسى تضحيات الصحفيين الفلسطينيين، منتقدا ازدواجية المعاملة. وقال: " إن التقنية تتسارع وتيرتها بشكل مذهل، ولا يمكن توقع ما سيحدث خلال عامين أو ثلاثة "، مضيفا أن الذكاء الاصطناعي ظهر وأصبح متداوَلا بشكل أكبر، وأن الإعلام والصحافة من المجالات التي بدأت سيرورة الذكاء الاصطناعي في اكتساحها والتغلغل فيها. وقال بوجوب احتضان التكنولوجيات الحديثة وتطويعها لفائدة الإعلام، مشيرا إلى أن اختيار هذه الإشكالية الطارئة المستجدة، جاء في وقته، بمشاركة عشرات الأساتذة والمهنيين، الذين جاءوا من مختلف أنحاء الوطن. وناقشوا ظهور تطبيقات الذكاء الاصطناعي الذي زاد من القلق، مطالبا بالمزيد من التعاون والتشارك لمواجهة كل التحديات، ومتحدثا عن أهمية هذه الورشات التي يراها قيمة مضافة في مسيرة تكوين الطلبة. أما البروفسيور كباببي صليحة، نائب مدير الجامعة المكلفة بالعلاقات الخارجية بجامعة قسنطينة التي أعطت إشارة افتتاح الملتقى، فقد أثنت على اختيار موضوع الملتقى، معتبرة أن كلية العلام والاتصال أبدعت من خلال ورشتها المنظمة منذ بداية الموسم الجامعي. وقالت إن هذه الورشات "ستكون إضافة للطبلة وحتى الباحثين، خاصة في أهم المواضيع التي تشغل الجزائر والعالم"، مضيفة أن موضوع الذكاء الاصطناعي يجب استغلاله في تطوير مجال الإعلام، ملحّة على ضرورة مواكبة التطورات التكنولوجية من قبل الجامعة، الملزَمة بالإبداع والإنتاجية.