بدت صاحبة برونزية أولمبياد بكين 2008 محبطة جدّا من تجربتها على رأس المنتخب النسوي للوسطيات للجيدو، ولو أن كل المشاكل التي عاشتها خلال هذه الفترة تتحمّل مسؤوليتها الاتحادية بالدرجة الأولى، كون المنتخب النسوي الذي أشرفت عليه صورية حدّاد، رفقة زميلتها السابقة في المنتخب ليلى العتروس، كانت إيجابية وفاقت كل التوقعات، حيث أوضحت، في بيانها الموجّه إلى رئيس اتحادية الجيدو: “شاركنا في منافستين رسميتين فقط، ورغم ذلك نلنا سبع ميداليات ذهبية؛ أربع منها في البطولة الإفريقية بتونس وثلاث في البطولة العربية بمصر، وهي نتائج إيجابية تجاوزت توقعاتنا. ويعود الفضل في ذلك لقدرات الرياضيات وتفانيهم في العمل، دون أن أنسى العمل الكبير المنجز من الطاقم الذي سبقني على رأس المنتخب”. وأضافت صورية حدّاد، في بيانها الذي أعقب استقالتها: “للأسف، لاحظت أن ظروف العمل ليست جيدة، وهو واقع متواصل ويعرقل كل سُبل تحقيق الأهداف المسطّرة من الطاقم الفني”، لتكشف مدرّبة المنتخب النسوي بأنها رفضت في البداية تولي تدريب المنتخب الأول النسوي بعد عرض الاتحادية، كونها اقتنعت بضرورة أن تكون الانطلاقة بعد وضع حد لمشوارها كرياضية في المستوى العالي، من الفئات الشبانية “لأمنح الرياضيات الشابات عصارة تجربتي في المستوى العالي وما اكتسبته من علم في معهد علوم وتكنولوجية الرياضة”. ولم تتوان المدرّبة صورية حدّاد في كشف عيوب الاتحادية في مجالات كثيرة أهمها في التسيير وفي طريقة التكفّل بالمنتخب، ومن أهم الأسباب التي ذكرتها حدّاد في مراسلتها الموجهة إلى رئيس الاتحادية ونسخة منها إلى وزير الرياضة بأنها سجّلت “عدم احترام البرامج المسطرة من قِبل المدربين، إلى جانب إلغاء أو تأجيل التربصات دون سبب مقنع ودون إشعار الطاقم الفني، فضلا عن التأخر في إشعار الرياضات بموعد الالتحاق بالتربص، وعادة يحدث ذلك في آخر لحظة وعن طريق الهاتف”. وأضافت صورية حدّاد “حدث مرات أن أعلم بتأجيل أو إلغاء تربص عن طريق الرياضيات، كما حدث أن أنتظر المنتخب أمام الاستقبال بالفنادق ليوم كامل للحصول على مفاتيح الغرف، فضلا عن تغيير قائمة الرياضيات المعنيات بالتربص دون أخذ موافقة المدربين، ووجدت أيضا رياضيات في التربص لم أوجّه لهن الدعوة”، لتضيف “لم نبرمج أي تربص طويل المدى في الجزائر ولا حتى تربص قصير المدى خارج الجزائر، ولم يتم برمجة أي دورة دولية”. كما كشفت المدرّبة السابقة للمنتخب النسوي لكرة اليد وسطيات بأنها تفاجأت عدة مرات بتسريب أسماء الرياضيات المعنيات بالتربص، “رغم أنني كنت قد أرسلت القائمة للاتحادية من أجل اعتمادها قبل الإعلان عنها، وهذا مخالف للأخلاقيات، وحدث ذلك أيضا حين يقمن بإرسال قائمة الرياضيات للحصول على التأشيرات، حيث يستوقفني مدربو الأندية للحديث عن هذه القائمة الاسمية رغم أنني لم أكشف عنها”. وانتقدت حدّاد أيضا رئيس الاتحادية، مسعود ماتي، لجهله بكل المشاكل التي يعيشها المنتخب، وأيضا لعدم برمجة سوى اجتماع واحد خلال الموسم مع المدير الفني “هو اجتماع لم أحضره لأنني كنت متواجدة في بجاية، ولم يتم إشعاري سوى يوم قبل الموعد”، لتضيف منتقدة رئيس الاتحادية “استقبلتنا مؤخرا بطلب منّا نحن المدربات، وكانت استقبالك لنا باردا وبتكبّر، وكأننا نقابة جئنا نطالب بالمعجزات، واقتنعنا من خلال كلامك بأنك تجهل الكثير من مشاكل المنتخب”. وخلصت حدّاد إلى أن الاتحادية التي أرادت معاقبتها لتخلّفها عن تربص تيكجدة “كان عليها مراسلتي بطريقة رسمية، وكان على الاتحادية قبل معاقبتي احترام الإجراءات الإدارية والقانونية التي تتعلق بطريقة فتح تربصات للمنتخب الوطني، كما أنني لم أتلق أي استدعاء رسمي وعلمت بالأمر من زميلاتي أياما فقط قبل موعد التربص”، لتضيف “لم أتلق أي راتب لحد الآن ولا أملك مصدر رزق آخر. أعلم بأنني أخطأت وعليّ تحمّل تبعات خطئي، كوني وافقت على مباشرة العمل من أجل مصلحة المنتخب قبل أن أمضي على العقد”. وأنهت صورية حدّاد بيانها بالقول بأنها مستعدة لأي توضيحات أخرى يطلبها منها رئيس الاتحادية الجزائرية للجيدو.