وجدت السلطة نفسها مضطرة للتدخل لوضع حد للفضائح الحاصلة على مستوى الكرة الجزائرية، بفعل تفاقم مشاكل الاتحادية مع عدد من رؤساء النوادي، التي قدمت مؤشرات خطيرة على أن الوضع الكروي يتجه نحو التسبب في انفلات أمني. شكل استدعاء وزارة الداخلية رئيس رابطة كرة القدم، عبد الكريم مدوار، وعضو مكتبه جمال مسعودان، والأمين العام للاتحادية، محمد ساعد، سابقة في تاريخ الكرة الجزائرية، وقدم إقحام السلطة نفسها لوضع النقاط على الحروف صورة واضحة لدرجة التردي التي بلغها التسيير على مستوى “الفاف” والذي يتجه من سيئ إلى أسوأ، وبلغ حد فقدان خير الدين زطشي السيطرة على الوضع، بعدما تحول احتجاج شريف ملال، رئيس شبيبة القبائل، وعبد الباسط زعيّم، رئيس اتحاد عنابة، إلى تصعيد ثم إلى تهديد واضح وتحد للاتحادية باستعمال كل الطرق لتحقيق الهدف، سواء كانت مشروعة أو غير مشروعة. تنقل ملال إلى فرنسا ل”تدويل القضية” ونقل احتجاجه على من وصفهم ب”مافيا الكرة الجزائرية” والقول إن الكرة في الجزائر تحكمها هيئات غير شرعية، وإعلان عبد الباسط زعيم قبله بأنه سيُخرج إلى الشارع مائة ألف مناصر، وما تخللهما من انتقادات لاذعة تلقاها زطشي من الناطق الرسمي لشبيبة الساورة، وصراع مولودية الجزائر مع رئيس الرابطة، دفع السلطة للتحرك بطريقة غير مسبوقة جعلت الاعتقاد يسود بأنها (السلطة) قررت معاملة “الفاف” مثل “الابن القاصر”، من خلال وضع خارطة طريق له وأمره باحترامها من أجل ضمان الأمن في الملاعب الجزائرية وخارجها، والتأكد من عدم فقدان السيطرة على رؤساء النوادي المؤثرين في الساحة الكروية الجزائرية. وتلقى مدوار ومسعودان وساعد رسالة واضحة من وزارة الداخلية مفادها أن طريقة تسيير الكرة بشكل خاطئ وخيار الدوس على القانون وفتح جبهات صراع مع النوادي بدل الحوار، ستكون له انعكاسات غير محمودة العواقب، ليضيف مصدرنا أن تواجد مسؤولي الرابطة والاتحادية على حد سواء على مستوى وزارة الداخلية، يندرج في إطار خروج طريقة التسيير على مستواها عن الجانب الرياضي ليؤثر على الجانب الأمني، في صورة “عنف الملاعب” المنتشر عبر ربوع الوطن بشكل مخيف، بما يضع الرابطة والاتحادية، وهما جمعيتان رياضيتان يحكمهما قانون الجمعيات 12/06، في خانة الجمعيات التي تشكل خطرا على الأمن العام. وبالموازاة مع الاجتماع المنعقد، أول أمس، بوزارة الداخلية، تنقل شريف ملال، رئيس شبيبة القبائل، إلى مقر “الفاف” والتقى خير الدين زطشي وتبادلا أطراف الحديث، بشكل عزز الطرح السائد بأن “الداخلية” سارعت لاحتواء الوضع في آخر لحظة حتى لا تنتقل نيران “الحرب المعلنة” إليها.