منعت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الترخيص لطباعة أو استيراد "مصحف التّجويد"، بحجّة مراسلتها للأزهر الشّريف الّذي أكّد بحسبها أنّه سيمنعه. واستنكر الناشر محمد مولودي، مالك "دار الوعي"، في تصريح ل"الخبر"، قرار وزارة الشؤون الدينية والأوقاف منع الترخيص أو استيراد مصحف التّجويد، رافضًا مبرّراتها ومنها أنّ الأزهر الشّريف بصدد منع المصحف مستقبلًا، كون هذه المؤسسة المرجعية زكّت المصحف وسمحت بتوزيعه في مصر والعالم الإسلامي أيضًا. ورجّح مدير دار النشر أنّ سبب منع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف هو "إضافة اللغة الأمازيغية وتفسير العلامة ابن باديس ضمن مصحف التّجويد". ومصحف التّجويد هو فكرة إبداعية مسجلة ضمن الابتكارات العلمية ومحمي دوليًا، يقوم باستعمال الألوان للتعبير على 28 حكم تجويدي، وصاحب الفكرة دكتور في الكهرباء ومتخصّص في القراءات القرآنية، جمع بين التخصّص العلمي والدّيني، واستطاع أن يُعبّر عنها بالأحكام لتسهيل تعلّم أحكام التّجويد، حيث ضبطها بالألوان، معبّرًا عن الإدغام مثلًا باللون بالأخضر. وأفاد محمد مولودي أنّ هذا المنهج ظهر في نهاية التسعينات وسُجِّل كعلامة، وبعديد اللغات ومنها الأمازيغية، وتمّ اعتماده من كل وزارات الشؤون الدّينية والأوقاف في العالم الإسلامي كالجزائر والمغرب وتونس وسوريا ومصر وغيرها، ومن المؤسسات الدّينية كالأزهر الشريف"، مشيرًا إلى أنّ الجزائر أذِنَت لدار الوعي بطبعه سنة 2000، وأضاف "اقترحتُ على المشرفين على مصحف التّجويد اللغة الأمازيغية في 2010، وتمّ اعتمادها مباشرة، إلى جانب إدخال تفسير ابن باديس". ورفض مدير الدار مبرّرات وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في منع "مصحف التّجويد"، طالبًا من مسؤولي الوزارة اطلاع وسائل الإعلام والرأي العام الوطني بفحوى مراسلة الوزارة للأزهر الشّريف وردّه عليها أيضًا، ومفنّدًا في ذات السياق هذه المبرّرات بامتلاكه لتزكية رسمية من الأزهر لمصحف التّجويد، إلى جانب تزكيات للعديد من وزارات الشؤون الدّينية والمؤسسات الدّينية في العالم الإسلامي بما فيها الجزائر. وحاولت "الخبر" الاتصال بمسؤولي وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، لتوضيح منعها إدخال أو عرض "مصحف التّجويد" لمعرض الكتاب الدولي، إلّا أنّ أغلبها لا يرد على اتصالاتنا أو مغلق. في حين، رفض نائب مدير التعليم القرآني، مسعود مياد، الإدلاء بتصريح بحكم مشاركته في أسبوع التعليم القرآني بولاية سطيف، طالبًا منّا التواصل مع رئيس الديوان باعتباره مسؤول الإعلام بالوزارة. يذكر أن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، بحسب مدير دار الوعي، منعت العام الماضي هذه الدار من عرض مصحف التّجويد برواية حفص وحدّدت رواية ورش فقط، الأمر الّذي لبّاه مديرها محمد مولودي.