كما جرت عليه العادة، عبرت الجماهير الجزائرية عن فرحتها الكبيرة، بفوز المنتخب الوطني، إلا أن أمسية أول أمس كانت استثنائية إلى حد بعيد، وذات طعم خاص، خاصة وأن الأمر يتعلق بنتيجة عريضة في أكبر منافسة عالمية، أمام المنتخب الكوري، الذي كان يحسب له ألف حساب، قبل أن تجتاحه الآلة الجزائرية برباعية كاملة فجّرت شوارع ولايات الوسط، وأعلنت فيها فرحة عارمة على غرار كل ولايات القطر الجزائري. فالعاصمة، البليدة، عين الدفلى، المدية، بومرداس، تيزي وزو وغيرها لم تتوقف في شوارعها وكل أحيائها أجواء الفرحة حتى ساعة متأخرة من الليل، حيث اختلفت طريقة التعبير عن السعادة الكبيرة بالنتيجة المحققة، إلا أن القاسم المشترك كان الإنجاز المحقق والمتمثل في الفوز بنتيجة عريضة لم يحققها الخضر منذ 32 سنة. الكثيرون فضلوا متابعة المباراة في المقاهي، والساحات العمومية ولضمان الفرجة، والنقاش حول كل لقطة من لقطات المباراة، فإن الكثير من محبي المنتخب الوطني، فضلوا متابعة لقاء الجزائر أمام كوريا الجنوبية، بالمقاهي، أو في الساحات العمومية أين تم تنصيب شاشات عملاقة، وهي الأماكن التي غصت بالجماهير مع اقتراب مباراة المنتخب، هذه الجماهير تفاعلت مع كل كبيرة وصغيرة في اللقاء، وأطلقت الأهازيج، هاتفة بحياة "الخضر" مع كل هدف كان يوقعه رفقاء بوقرة. " الهدف الأول لكوريا بعث المخاوف في نفوس الأنصار" الفرحة الكبيرة التي سادت الجماهير بعد توقيع ثلاثية كاملة، نغصها الهدف الأول لكوريا الجنوبية، والذي سجل في د45 حيث ساد تخوف كبير من إمكانية عودة المنتخب الكوري في النتيجة، إلا أن الهدف الرابع الذي وقعه براهيمي في د62، بعث الطمأنينة في النفوس، هذه الطمأنينة كانت ممتزجة في الربع ساعة الأخير، مع قليل من التخوف، من تقليص "النمور" النتيجة أكثر، كون كل الجزائريين كان أملهم أن يفوز المنتخب بفارق كبير. "الجميع في الشوارع…وبهتافات "مازال كابيلو مازال مازال" عقب إعلان حكم المباراة رولدان، عن نهاية اللقاء بفوز "الخضر"، لم تنتظر الجماهير ولو دقيقة واحدة، حيث خرج الجميع إلى الساحات العمومية بالعاصمة، على غرار ساحة البريد المركزي، أودان وغيرها ، وعبروا عن فرحتهم الكبيرة، بالأهازيج والهتافات الممجدة للمنتخب. الشباب، الشيوخ، والنساء كلهم عبروا عن فرحتهم ولأن كل عشاق المنتخب الوطني كانوا متعطشون لمثل هذا الفوز، فإن الخروج إلى الشوارع من أجل الاحتفال لم يقتصر على الشباب فقط، بل أن مختلف الطرق والأحياء عرفت تواجد فسيفساء بشري، من نساء، عجائز وشيوخ، وأطفال كلهم أبوا إلا أن يطلقوا العنان لحناجرهم، متغنيين بما فعله براهيمي ورفقاؤه بالكوريين. الزغاريد، الألعاب النارية، الفوفوزيلا حاضرة، ومواكب السيارات لم تتوقف إذا كان الشبان قد عبروا عن سعادتهم وحبهم للمنتخب من خلال الأهازيج، والألعاب النارية والفوفوزيلا، فإن النساء فضلن التعبير عن فرحتهم بالزغاريد التي كانت تنطلق في الكثير من الأحيان من شرفات المنازل والعمارات، هذا بالإضافة إلا الأجواء التي صنعتها مواكب السيارات التي كان يحمل أصحابها الرايات الوطنية، والذين لم يتوقفوا عن السير إلى غاية ساعة متأخرة من الليل. " الحماية والشرطة إلى جانب الجماهير في نقاط الترحيل" على غرار بقية نقاط العاصمة، فإن النقاط المعنية بالترحيل، عرفت أجواء خاصة، وفرحة مزدوجة، فرحة بالترحيل إلى سكنات جديدة، وفرحة فوز المنتخب، وهنا نذكر حي المدنية، أين فضل عدد من عناصر الحماية المدنية والشرطة متابعة اللقاء بأحد المقاهي مع الجماهير وسط أجواء رائعة. "البيرلي في دورية نحو قلب العاصمة" مظاهر الفرحة بهذا الحي كانت كبيرة، فبالإضافة إلى السيارات، الدراجات النارية التي كانت تجوب مختلف الأزقة، فضل صاحب شاحنة من نوع "بيرلي" صنعت سنة 1976 نقل عدد كبير من الشبان والتوجه نحو قلب العاصمة من أجل المشاركة في الاحتفالات. "مازال كابيلو مازال مازال" بالعودة إلى الهتافات التي كان يطلقها الأنصار، لمسنا تفاؤلا كبيرا لديهم بخصوص التأهل إلى الدور الثاني، فالكثير ممن تحدثنا إليهم، أكدوا بأن المنتخب الوطني لما "يلعب كرته المعهودة" يحقق الفوز لا غير، فيما راح البعض يؤكد بأن التأهل إلى الدور الثاني سيكون في المتناول إذا لعب "الخضر" بالمستوى الذي قدموه أمام كوريا الجنوبية، أما البعض الآخر فقد أكدوا بأنهم ينتظرون على أحر من الجمر لقاء روسيا، مضيفين في هذا السياق بأن "الخضر" سيفوزون على أشبال كابيلو، قبل أن تدوي عبارة " مازال كابيلو مازال ما زال" المكان.