سمح اللقاء الذي جمع وزير السياحة والصناعات التقليدية السيد حسن مرمورى بمهني ومتعاملي قطاع السياحة نهاية الأسبوع الفارط باستعراض مشاكل القطاع، مع الاتفاق على تنظيم لقاءات منفردة مع كل متعامل للاستماع إلى المقترحات وتحديد توجهات وإستراتيجية الوزارة للنهوض بالقطاع السياحي الذي يعرف اليوم عدة عراقيل حالت دون تحقيق الرهانات المسطرة من طرف الحكومة. اللقاء الذي كان «في مستوى التطلعات»، على حد تعبير أعضاء الفيدرالية الوطنية لجمعيات وكلات السياحة والسفر والنقابة الوطنية لوكالات السفر الجزائرية، سمح بالتعريف بنشاط كل هيئة تعني بمجال الخدمات السياحية مع طرح مجموعة من الانشغالات التي تعيق تطوير الخدمات السياحية وترهن مصير العديد من الوكالات خاصة تلك التي تنشط بالجنوب. وحسب تصريح رئيس النقابة الوطنية لوكالات السفر الجزائرية السيد جرببي بشير ل«المساء»، فقد كان الموعد بمثابة «لقاء تعارف» مع الوزير المنصب حديثا، والاتفاق على التحضير للقاء مرتقب مع كل أعضاء النقابة للتطرق لكل المشاكل الإدارية التي تعيق نشاط الوكالات، وهي الفكرة التي رحب بها الوزير الجديد الذي تعهد بفتح الحوار مع كل الشركاء لرسم الإستراتيجية الجديدة للقطاع، وضمان العمل الجدي والتكامل مع الديوان الوطني للسياحة للنهوض بالمنتوج السياحي الجزائري، خاصة السياحة الداخلية. من جهته، أكد الأمين العام للفيدرالية الوطنية لجمعيات وكلات السياحة والسفر السيد نجاح بوجلوة ل«المساء» أن الوزير الجديد شغل منصب مدير الحظيرة الوطنية للطاسيلي، ما يجعله على دراية بالمشاكل التي تعاني منها الوكالات السياحية بالجنوب، خاصة وأنها تشغل المئات من أبناء المنطقة الذين يعانون اليوم من البطالة، وعليه فقد تم استغلال اللقاء للحديث عن تحضيرات موسم السياحة الصحراوية، وضرورة إعادة النظر في المرسوم التنفيذي الصادر مؤخرا حول تسيير نشاط الوكلات السياحية، من منطلق أن محتواه لا يتماشي ونشاط الوكالات بالجنوب المسيرة أبا عن جد، مع العلم أن المرسوم يسمح لكل متحصل على شهادة ليسانس بفتح وتسيير وكالة سفر، في حين أن أبناء الجنوب لا يملكون شهادات جامعية لكن لديهم خبرة ميدانية تؤهلهم للنهوض بالخدمات السياحية بالجنوب. من بين المقترحات التي تم رفعها للوزير، التركيز أكثر على السياحية الداخلية من خلال نقل أبناء الشمال إلى الجنوب ما بين فصلي الخريف والشتاء، ونقل أبناء الجنوب إلى الشمال ما بين فصلي الربيع والصيف، وهي المعادلة التي لا يمكن أن تنجح إذا ما لم يتم إشراك قطاعات كل من النقل والداخلية، وذلك لتطوير خدمة النقل عبر طائرات «شارتر» لضمان خفض أسعار تذاكر السفر، مع تهيئة المراقد والفنادق ودور الشباب بالجنوب لتنويع عروض الإيواء تماشيا ومداخيل العائلات البسيطة، وهي المقترحات نفسها التي ستسمح برفع عدد السواح الأجانب. بالمقابل، تم التطرق كذلك إلى نشاط الديوان الوطني للسياحة الذي يحضر للمشاركة في عدة تظاهرات عالمية لاستقطاب السواح، وذلك في الفترة الممتدة من 12 ديسمبر إلى نهاية شهر مارس، وقد تم مطالبة الوزير بتحديد الأسواق العالمية والمشاركين في هذه المعارض، وذلك للخروج من طابع المشاركة المحتشمة وغير المنظمة إلى طابع المهنية والاحترافية. من جهته، أكد وزير السياحة والصناعات التقليدية حسن مرمورى فتح باب الوزارة أمام كل المتعاملين للحوار والتشارك في إعداد القوانين والبرامج التي من شأنها النهوض بالقطاع السياحي، على أن يتم تنظيم لقاءات مطولة مع كل هيئة وفيدرالية تخص مجال الخدمات السياحية للاستماع للاقتراحات والاتفاق على حلول ناجعة تتماشى وتطلعات الحكومة التي صنفت قطاع السياحة ضمن القطاعات الاقتصادية المعول عليها لتنويع المداخيل.