فتحت مصالح بلدية وهران من جديد ملف سوق الكتان المعروف عند العوام ب "سوق القصب" بالمدينة الجديدة، من خلال إعادة تحيين الدراسة التقنية القديمة وتجديدها لإنجاز سوق ومركز تجاري عصري من طابقين وعدد من المحلات التجارية المختلفة، حيث تم خلال اجتماع تنسيقي نظم على مستوى بلدية وهران، تخصيص ميزانية أولية بقيمة 20 مليار سنتيم لإنجاز هذا المشروع في مدة لا تتعدى 24 شهرا على أبعد تقدير. حسب الدراسة التقنية التي تم تحيينها في هذا الشأن، من المنتظر أن يتم إنجاز هذا المركز التجاري من طابقين لفائدة مختلف التجار المتواجدين بعين المكان، على أن يبلغ عدد المحلات التجارية التي ستقام به 262 محلا في مختلف أنواع نشاطات التجارة بالمدينة الجديد، زيادة على أن هذا المركز التجاري من شأنه أن يكون فضاء إضافيا لدعم الاقتصاد المحلي المتنوع بمدينة وهران، وبالتالي المساهمة في التقليل من ظاهرة التهرب الضريبي، ناهيك عن كونه مرفقا، يساهم في فتح آفاق جديدة لعدد آخر من التجار من أجل الإقبال على التجارة النظامية، باعتبار أن ذلك سيكون له أثر إيجابي على الخزينة العمومية للولاية، التي ستستفيد من مداخيل ضريبية وجبائية إضافية. وفي هذا السياق، أكد عدد من المنتخبين ببلدية وهران، أن هذا الفضاء التجاري الإضافي للمدينة، من شأنه تمكين مصالح البلدية من إيجاد فرص عمل جديدة مباشرة وأخرى غير مباشرة بالنسبة للشباب البطالين والتجار الذين يزاولون نشاطهم بشكل غير قانوني، بما يساهم في إعادة ضبط النشاط التجاري أكثر، ومن ثم التقليل من حدة تأثير ظاهرة البطالة بالمنطقة. وعن سبب تأخر إنجاز هذا المركز التجاري، أوضح أحد المنتخبين العارفين بالموضوع، أن المشروع كان سيجسد على أرض الواقع في حينه، ودليل ذلك الدراسة التقنية التي تم إنجازها في آجالها، إلا أن ظروفا معيّنة كانت وراء تأجيل إنجاز المشروع الذي كان ومايزال مطلب عدد كبير من التجار الذين رأوا في إنجازه وتجسيده إمكانية كبيرة لتوسيع مختلف النشاطات التجارية التي يقدمونها للمواطنين القاطنين بالولاية، وحتى بالنسبة للوافدين على مدينة وهران من مختلف مناطق الوطن، لاسيما الجهة الغربية. ومن منطلق المطالب الكثيرة التي تقدم بها عدد كبير من التجار بالإضافة إلى توسع النشاطات التجارية وكثرة النشاط التجاري غير الشرعي، رأت مصالح بلدية وهران أنه أصبح من الضروري معالجة هذه الوضعية والعمل الفعلي على تجسيد إنجاز هذا المرفق التجاري الهام الذي بإمكانه توسيع الممارسة التجارية إلى تجار جدد، بالإضافة إلى تمكين مختلف التجار الحاليين من توسيع نشاطهم التجاري، بتمكينهم من الحصول مثلا على محلات تجارية إضافية. وعلى هذا الأساس، أكد رئيس بلدية وهران نور الدين بوخاتم، أن إنجاز هذا المشروع التجاري الكبير في قلب حي المدينة الجديدة المعروف عند العام والخاص بطابعه التجاري، من شأنه أن يأتي بالإضافة التي تنتظرها مصالح البلدية، لاسيما في مجال تحصيل الضرائب التي يتهرّب منها عدد كبير من التجار. كما من شأنه المساهمة كثيرا في ترقية التنمية المحلية على مستوى بلدية وهران، التي تستعد لاحتضان الألعاب المتوسطية المقبلة خلال صائفة 2021.
