يسعى نادي شبيبة قسنطينة للفنون القتالية إلى تنظيم دورة متوسطية، من أجل تطوير الرياضة وكسب المزيد من الاحتكاك مع بلدان إفريقية تقع جنوب البحر الأبيض المتوسط، مثل تونس والمغرب، وبلدان آسيوية وأوروبية تقع شمال البحر الأبيض المتوسط، كفرنسا، إسبانيا وتركيا. حسب رئيس الجمعية ومؤسس مدرسة "أكرم" لرياضة الأيكيدو بقسنطينة، السيد برهان هوام، فإن هناك العديد من الاتصالات التي تمت مباشرتها مع مدارس الأيكيدو بهذه الدول، والتي أكدت مشاركتها، مضيفا أنه قدم الملف لوزير الشباب والرياضة السابق، الهادي ولد علي، الذي أعطى موافقته المبدئية، مضيفا أن الوزير الحالي أعجب بالعمل الذي تقوم به مدارس الأيكيدو عبر الوطن. أكد السيد هوام في دردشة مع "المساء"، أنه قام بإعداد بطاقة تقنية عن هذه التظاهرة وراسل السلطات المحلية، وعلى رأسها الوالي، من أجل الحصول على الدعم لتنظيم هذا الموعد، في انتظار الرد، مضيفا أنه قدم اقتراحين للاحتياجات المالية، في حالة وجود دعم من السلطات وحالة عدم وجوده، وقال بأن التربصات التي يقوم بها النادي تعرف حضور بين 600 إلى 700 مشارك من مختلف أنحاء الوطن، وأن الدورة الوطنية التي نظمها النادي سنة 2012 عرفت مشاركة 13 ولاية. يأمل نادي شبيبة قسنطينة للفنون القتالية، من أجل تنظيم دورته المتوسطية، في استغلال المنشآت الموجودة بالمعهد العالي لتكوين إطارات الشباب والرياضة، في ظل وجود فندق يمكنه حل إشكالية الإقامة للمشاركين، حيث يهدف النادي من خلال هذه الدورة إلى تطوير هذه الرياضة بعاصمة الشرق. كما سيكون لهذا الموعد الذي اختير له شعار "رياضة وسياحة بقسنطينة" بعدا سياحيا من أجل تعريف الزوار بالمكنونات السياحية وجمال هذه المدينة. أكد رئيس مدرسة "أكرم" للأيكيدو، التي تنشط على مستوى حي باب القنطرة وتضم فروعا في كل من المنصورة، المدينة الجديدة والخروب، أن لناديه خبرة في تنظيم مثل هذه المواعيد، حيث سبق له أن أشرف على تنظيم دورة دولية منذ أشهر، حضرها حوالي ألف مشارك، بمساهمة الوالي السابق كمال عباس، وهي الدورة التي احتضنتها القاعة متعددة الرياضات بزواغي سليمان، وعرفت مشاركة الخبير الياباني طوشيرو سوغا، صاحب الدرجة السابعة الذي شارك سنة 1979 في الفيلم الفرنكو بريطاني "مون ميكر" ضمن سلسلة أفلام "جيمس بوند". حسب المدرب برهان هوام، فإن رياضة الإيكيدو تعد من الفنون القتالية المستمدة من اليابان، ودخلت الجزائر في سنوات الستينات وانتشرت بشكل واسع مع سنوات الثمانينات، قبل أن يدخل هذا الفن إلى قسنطينة سنة 2006 وبدأ يتطور، مضيفا أن العديد من المدربين على المستوى الوطني وصلوا إلى مرتبة خبير في فنون الأيكيدو، على غرار السيد رويبح ناصر صاحب الحزام الأسود درجة 7. يعتبر رئيس نادي شبيبة قسنطينة للفنون القتالية، أن هذه الرياضة ذات منفعة صحية للجسم، كما يتم استعمالها من أجل الدفاع عن النفس وفق حركات بسيطة، مضيفا أن النادي ينتهج أسلوبا مشوقا لترغيب الأطفال في التدريبات، مع الاعتماد على تطوير مهارات الطفل في التركيز وإدماج اللعب والضحك في التمرينات، في أجواء أقل ما يقال عنها بأنها عائلية، مع الحرص على حث الأطفال على تحقيق نتائج جيدة في الدراسة، وقال بأن هناك حتى من الممارسين من يفوق معدله الدراسي 19 من 20. حسب المدرب هوام برهان، فإن نادي شبيبة قسنطينة للفنون القتالية، يحتل المركز الأول على المستوى الوطني، ويضم أكثر من 400 منخرط، تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 60 سنة من الرجال والنساء في كل الأصناف، يشرف عليهم مدربون ذوو كفاءة وخبرة، منهم 15 مدربا يملكون "حزاما أسود درجة أولى"، ومدرب يملك "حزاما أسود درجة ثانية" ومدربان يملكان "حزاما أسود درجة 3"، إلى جانب أطفال معوقين يمارسون هذه الرياضة التي ساعدتهم على تحسين حركاتهم، إذ منهم من شفي من إعاقته. كما يضم النادي ممارسين من مرضى السكري وعدد كبير من كبار السن، وقال بأن هذه الرياضة لا تعتمد كثيرا على القوة البدنية بقدر ما تعتمد على استغلال قوة المنافس أو الخصم وتحويلها ضده. أكد برهان هوام على أن الرياضة أخلاق ويجب أن يكون المدرب قدوة ويحبب الممارس في ما يقوم به، مضيفا أن هناك 150 ممارسا في النادي يمارسون هذه الرياضة منذ عام 2012 دون انقطاع.
