نعى بعض المثقفين والجمعيات السينمائية بالجزائر رحيل السيدة مفيدة التلاتلي الذي كان يوم الأحد 7 فيفري الجاري، مذكرين بمشوارها الحافل، وعلاقتها المتينة بالسينما الجزائرية ومشاركتها في بعض روائعها، منها "عمر قتلاتو" و«نهلة". كما افتكت الراحلة المرتبة الأولى في مجال المونتاج بالمغرب العربي. توفيت المخرجة السينمائية التونسية ووزيرة الثقافة السابقة مفيدة التلاتلي، عن عمر ناهز 74 عاما. ومن الذين ترحموا على روحها وبعثوا بتعازيهم إلى عائلتها بتونس، الأستاذ عمار كساب الخبير في السياسات الثقافية، والكاتب والإعلامي نجيب اسطمبولي، وكذا الجمعية السينمائية "بروجاكت-أور" من بجاية وغيرها، متفقين على مستواها الفني الراقي، وتكوينها العلمي، وقد وصفها اسطمبولي ب "سيدة من سيدات الثقافة المغاربية". واختارها المخرج الكبير مرزاق علواش والديوان الوطني للتجارة والصناعة السينماتوغرافية، لتتكفل بمونتاج رائعة "عمر قتلاتو"، وكان عمرها آنذاك لا يتعدى 28 سنة. وبعدها بسنتين قامت بإنجاز مونتاج فيلم "نهلة" مع الراحل فاروق بلوفة وغيرها من الأفلام. وبالمناسبة، قدمت الجمعية السينمائية "بروجاكت-أور" مقاطع من الأفلام الجزائرية التي شاركت فيها الراحلة، وكتبت عن مشوارها وتأثرها برحيلها. وبعد أن أصبحت نجمة المونتاج تعاونت الراحلة مع العديد من المخرجين والمنتجين العرب، منهم أعمال فلسطينية كالوثائقي الذي أخرجه ميشال خلايفي سنة 1980، وهكذا انطلقت بكل احترافية في عالم الفن والسينما، وتحصلت على عدة جوائز، منها جائزتها بمهرجان قرطاج، وصولا إلى مشاركتها في لجنة تحكيم مهرجان كان سنة 2001، ثم توليها حقيبة وزارة الثقافة التونسية. للإشارة، وُلدت الراحلة مفيدة في مدينة سيدي بوسعيد بالضاحية الشمالية للعاصمة عام 1947، وحصلت على شهادة المونتاج من معهد الدراسات العليا السينمائية في باريس عام 1968. وعملت في التلفزيون الفرنسي محررة للنصوص ومديرة إنتاج، قبل أن تعود إلى تونس عام 1972، وتنخرط في صناعة السينما. وأخرجت في 1994 أول أفلامها "صمت القصور" بطولة هند صبري، الذي عُرض في مهرجان كان السينمائي، وحصل على العديد من الجوائز عالميا. ومن أفلامها أيضا "موسم الرجال" عام 2000، و«نادية وسارة" في 2004، واختيرت وزيرة للثقافة عام 2011. وفي مصر أعلن مهرجان أسوان لأفلام المرأة، عن إهداء دورته الخامسة المقررة هذا العام، للمخرجة الراحلة التي حملت على عاتقها مهمة التعبير عن معاناة المرأة ونجحت في طرح مشاكلها على الشاشة الفضية بحرفية شديدة في أفلامها. كما نعاها عدد من النجوم والمخرجين وصنّاع السينما في تونس والدول العربية، من بينهم التونسية درة زروق، التي كتبت على تويتر: "مازلت لا أصدق رحيل المخرجة التونسية المبدعة مفيدة التلاتلي، نحن نفقد في آخر سنتين، الجيل الذي جعلنا نحب السينما والفن في الوطن العربي، رحلتِ مبكرا يا مفيدة".