انطلقت منذ منتصف شهر فبراير المنصرم بولاية سيدي بلعباس حملة واسعة نظمتها المصالح الفلاحية بغية توسيع زراعة البطاطا عبر مختلف الأراضي الفلاحية والمستثمرات للرفع من مردودية انتاج هذه المادة خصوصا بعد أن أصبح سعر الكيلوغرام الواحد يزيد عن 70 دج هذا وقد تمّ غرس نهاية الأسبوع الفارط 178.5 هكتارا من المساحة المخصصة والتي بلغت حسب آخر الأرقام المستقاة 413.5 هكتارا لتتوسع بعد ذلك حسب التقديرات الى 718 هكتارا، ومن المرتقب أن تصل كمية الانتاج الى 147.89 قنطار إن توفرت لها كل الظروف الملائمة خاصة وأن العملية تواجه جملة من العراقيل كبق الحقول ومرض الميليديو المهدد الأكبر لمثل هذه الأنواع من المحاصيل بالاضافة إلى الجفاف الذي يعتبر أهم المشاكل التي تواجه زراعة البطاطا خصوصا أن هذا المنتوج يتطلب السقي المستمر في ظل شح تساقط الأمطار -حسب آخر الأرقام 1.2 ملم منذ بداية شهر مارس- ناهيك عن التكلفة الضخمة للاستثمار في مجال حفر الآبار· وترجع الأسباب الرئيسية حسب الجهات المختصة لنقص الاستثمار في زراعة هذه المادة إلى الغلاء الفاحش في أسعار البذور لاسيما المستوردة منها التي تصل الى 8000 دينار للقنطار وتكلف الدولة سنويا حوالي 70 مليون دولار أي ما يعادل 5 ملايير دينار جزائري ناهيك عن الاستيراد من هولندا سنويا لنحو 120 ألف طن من بذور الجيل السادس والسابع والموجهة للانتاج قصد الاستهلاك مرة واحدة فقط· وفي هذا الشأن، وجهت كل الجهود لزراعة بذور البطاطا حيث خصصت 222 هكتار لانتاج بذور الجيل الأول والثاني التي تستعمل في الزراعة لعدة مواسم فلاحية كما أنها ملقحة ومحمية ضد الأمراض لذا فإن انتاجها يكون وفير حيث يمكن للهكتار الواحد أن ينتج 30 طن ليفوق بهذا معدل الانتاج الوطني من البذور المستوردة الذي لا يتعدى ال 18 طن /الهكتار· ومن المنتظر أن تجني 44100 قنطار من البذور في غضون الصائفة المقبلة والتي ستساهم بشكل مباشر في التخلص من التبعية الاجنبية والتخفيف من الاسعار الملتهبة لهذه المادة·