دقّ المهندس والمختصّ في التراث عبد الرحمن خليفة، ناقوس الخطر فيما يخصّ الاهتزازات التي تحدثها حركة الميترو في منطقة ساحة الشهداء والتي ستشكل خطرا على المعالم الأثرية هناك، زيادة على سقوط جزء من السور القديم بالباب الجديد المحاذي لقصر الباي، والذي يمكن أن يؤدي إلى انهيار أجزاء أخرى منه وحتى القصر أيضا. وأضاف الأستاذ عبد الرحمن خليفة في المحاضرة التي ألقاها أوّل أمس بمركز التسلية العلمية بعنوان''مدينة الجزائر وتراثها''، أن انهيار جزء من السور القديم بالباب الجديد في فيفري الماضي، ينذر بكارثة وسيؤدي لا محالة إلى انهيار باقي اجزاء السور وحتى قصر الباي. أما عن القصبة فتساءل خليفة عن قدرة الهيئات المختصة على ترميم 105هكتار حسب المخطط الذي صادقت عليه الحكومة، في حين أنها لم تستطع فعل ذلك على مساحة لا تزيد عن 32 هكتارا من القصبة وبالضبط في المساحة المصنفة من قبل اليونسكو. بالمقابل، قال المهندس أنّ النصوص القانونية التي صادقت عليها الحكومة حول القصبة، لن تكون ذات جدوى ما لم يتم تطبيقها على أرض الواقع، وأن المخطط الاستعجالي للقصبة لا يجب أن يستمر لمدة طويلة حتى لا يتعرض للفشل. مطالبا بضرورة الاستعانة بالمهندسين الجزائريين في عمليات الترميم، وكذا تكوينهم لهذا الغرض. أما عن العهد العثماني بالجزائر، فذكر الأستاذ أن العثمانيين مكثوا بالجزائر ثلاثة قرون ولم ينجزوا أي جامعة كدليل على عدم اهتمامهم بتثقيف السكان المحليين، فكان همهم كسب المال وجمعه، علاوة على منعهم لكل جزائري من أن يصبح دايا حتى لا يقوى وهو ما يعتبر تمييزا عرقيا. متسائلا أيضا عن السبب الذي جعل السلطة المحلية الجزائرية غير قادرة على حماية نفسها لتستعين بالأتراك ضد الإسبان؟ وتحسر خليفة عن سبب منع التقاط صور في بعض الأماكن من العاصمة. مضيفا أنه بواسطة محرك البحث غوغل يمكن لأي كان أن يشاهد ما يريد. وأضاف أن مدينة الجزائر تعتبر بالنسبة له من اجمل مدن العالم ويا حبذا لو يستطيع أن يتحصل على ترخيص لتصويرها من الفضاء، كما عبرّ عن حبه للتراث الجزائري المنتمي الى الحقب التاريخية التي مرت بها الجزائر. واستعان خليفة في محاضرته بمجموعة كبيرة من الصور حول العاصمة، مبرزا في ذلك جمالها وعراقتها، كما قدم ارقاما حول مدينة الجزائر في العهد العثماني، فقال أنها كانت تتربع على 52 هكتارا ويسكنها حوالي 100الف نسمة و50 الف عبد وتضم 175نافورة و65 حماما. وأضاف خليفة أن خير الدين بربروس هو الذي وّحد الجزر الأربع الواقعة بميناء الجزائر مع اليابسة، لتشكل بذلك قوة للبلد، وان مسجد بتشين تم بناؤه سنة 1622 وهدمت مئذنته من طرف المستعمر الفرنسي، أما الجامع الكبير فقد أسس سنة ,1096 بينما هدم جامع كتشاوة ولم تبق إلا أعمدته ليعاد بناؤه، في حين لقبت مدينة الجزائر بالمحروسة بعد أن تغلب الجزائريون على شارلكان سنة .1741 بالمقابل، قدم خليفة في محاضرته هذه صورا عن التدهور الحاصل في بعض المعالم الأثرية بمدينة الجزائر، وتساءل قائلا ''من يضمن لي بأن القصبة لن تنهار ولن تبنى مكانها عمارات شاهقة؟''.