تميزت فعاليات اليوم الثاني من الأسبوع الوطني للقرآن الكريم، بإلقاء عدة محاضرات دارت حول القرآن وابداعات المسلمين في العلوم التجريبية، القرآن الكريم ودوره في خطاب النهضة، القرآن أساس التجديد والإبداع ورحلة المصحف الشريف تدوينا وتجديدا. استهل الدكتور محمد لمين بلغيث أشغال الجلسة العلمية الثانية، بمحاضرة تحت عنوان: "القرآن وإبداعات المسلمين في العلوم التجريبية"، مبرزا ريادة المسلمين في علوم الطب والفلك والرياضيات بشهادة المستشرقين أنفسهم، حيث ازدهرت العلوم التجريبية كالطب من خلال كشوف علمية طبية في الطب الوقائي والتشريح والجراحة ومرضى العيون والطب النفسي (مرض الوهم) وأمراض الأعصاب، وفرق الأطباء بين الجدري والحصباء. أضف إلى ذلك الفلسفة والرياضيات والفلك والعلوم التجريبية بصفة عامة، أمّا الدكتور بومدين بوزيد فقد تركزت محاضرته على: "القرآن الكريم ودوره في خطاب النهضة" وأختار لهذا الخطاب ثلاثة علماء هم محمد عزة، مالك بن نبي، ومحمد عابد الجابري. واستعرض الدكتور بومدين بوزيد تاريخ بداية النهضة مع حملة نابليون على مصر ورفاعة الطهطاوي، أن هناك عالما جزائريا سبق الطهطاوي وهو صاحب كتاب المرآة حمدان خوجة وهو شخصية مجهولة عند المشارقة. وأضاف المحاضر، أنه اختار هذه الخطابات الثلاثة لشخصيات علمية، لأنها تلتقي في عناصر مشتركة من حيث ماهو تاريخي ومنهجي. وأضاف المحاضر، في التعريف بهذه الشخصيات، أن محمد عزة حافظ للقرآن الكريم، ونفي إلى تركيا إبان الاستعمار الفرنسي لبلاد الشام، وأن هذا العالم لم يكن جامعيا وإنما كان يشتغل في البريد، فكان على اطلاع بما كتبه محمد عبده ورشيد رضا، أما مالك بن نبي في "الظاهرة القرآنية" فكان هاجسه الأساسي هو كيف يقدم إجابات عن سبب تخلف المسلمين، فهو الآخر كان يواجه استعمارا وتخلفا، ولذا جاء بمقولته المشهورة "القابلية للاستعمار". أمّا بالنسبة للجابري في كتابه مدخل إلى القرآن، وحول فهم القرآن الكريم فيرى في القرآن عاملا داخليا حاضرا وعاملا خارجيا. ويضيف المحاضر، أن هذه النماذج الثلاثة يجتمعون في العقيدة على الإيمان الداخلي الفردي، ثم أن هؤلاء لهم اطلاع على الأديان واللغات الأجنبية، وكان همهم هو الجواب على السؤال كيف نصل إلى حل ينتشلنا من التخلف". ويرى المحاضر أن هؤلاء اهتموا بفهم القرآن الكريم، من أجل إيجابات وحاجة تاريخية لكيفية مواجهة الاستعمار وتحرير الأمة من الجهل والتخلف. فخطاب محمز عزة -يضيف المحاضر- يرى في القرآن أهدافا ووسائل، حيث حاول كتجربة أولى إعادة ترتيب القرآن ليس كما هو في المصحف، وإنما على حوادث النزول وأسباب النزول وعلى أساس زمني لندرك التاريخ، لأننا لا يمكن فهم القرآن إلا من خلال هذا الترتيب الزمني. أمّا مالك بن نبي، فاعتمد التجربة التاريخية على التفسير النفسي، لأن الظاهرة القرآنية اشكالية تفسير للعقيدة، ولهذا ينبغي تعديل منهج التفسير على التجربة التاريخية التي مر بها العالم الإسلامي، تحليل نفسية الرسول والصحابة الأوائل. والتاريخ بالنسبة لمالك بن نبي-يقول المحاصر- هو فهم الأديان السماوية وقراءة القرآن مع التفكير في الأديان السماوية السابقة. أمّا الجابري، فركز على القرآن والفهم، فالتراث عنده ما هو الّا فهومات كانت حول القرآن، ويرى الجابري أن ما يميز القرآن هو خلوه من الأسرار خلاف الكتب السماوية السابقة. المحاضرة الثالثة للأستاذة بن بلة، دارت حول رحلة المصحف وكتابته من عهد الرسول والخلفاء إلى يومنا هذا . كما ألقى الدكتور مصطفى باجو محاضرة تحت عنوان "القرآن أساس التجديد والاجتهاد" الشيخ بيوض نموذجا. لتنتهي الجلسة العلمية الثانية في يومها الثاني بمناقشات وتعقيبات بين مؤيد لما جاء في هذه المداخلات ومنتقد لها.