تدعمت قدرات الاستقبال السياحية بولاية غرداية خلال السنة الجارية بخمس منشآت سياحية تصل طاقة استيعابها الإجمالية إلى 283 سريرا، حسب مسؤولي مديرية السياحة والصناعة التقليدية. ويأتي دخول هذه المنشئات السياحية حيز الخدمة بشأن رفع المعوقات أو العراقيل عن المشاريع السياحة، وفق ما صرح به مدير القطاع سعد مرياح على هامش فعاليات إحياء اليوم العالمي للسياحة. وتزخر ولاية غرداية التي تعد وجهة سياحية بامتياز، برصيد ثري من التراث المادي واللامادي "الاستثنائي" والذي يشكل مصدر جذب للسياح المحليين والأجانب، كما أشار ذات المسؤول، مؤكدا أن النشاط السياحي يظل "قاطرة حقيقية " للتنمية المستدامة التي يتطلب الحفاظ عليها وتعزيزها. كما دفع توفرها على معالم أثرية ومعمارية وكذلك مواقع طبيعية وبيئية السلطات العمومية لبذل جهود مكثفة منذ سنوات لتدعيم البنية التحية بمرافق استقبال (فنادق، نزل، مقاهي ومطاعم)، وكذا إعادة الاعتبار للمعالم الأثرية والتاريخية لقصور غرداية، مثلما أشير إليه. وتشكل المواقع الأثرية والبيئية والثقافية والجنائزية التي تشتهر بها المنطقة مقومات هامة لتنمية سياحية مستدامة تحترم عادات وتقاليد المنطقة وتوفر ثروات للاقتصاد المحلي. وتفتخر ولاية غرداية بكونها موقع تناسق بين السياحة الثقافية والبيئية، وفقا لميثاق السياحة المستدامة الذي أعد بجزر الكناري بإسبانيا شهر أفريل سنة 1995. كما تزخر أيضا المنطقة بعدة قصور ومدن عمرها آلاف السنين بوادي ميزاب ومتليلي وبريان والقرارة التي صممت من طرف الأسلاف بشكل معماري متدرج وبارع وبموقع صخري مع مراعاة الظروف المناخية والتعاليم الدينية. ويذكر أن هذا النمط المعماري الفريد من نوعه الذي ألهم المهندس المعماري الشهير" لو كوربوزيه " يجذب سنويا عديد السياح الأجانب والمختصين في هذا المجال. وتحتضن هذه المنطقة الصحراوية تراثا عالميا مصنفا من قبل المنظمة الأممية للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، سيما القصور العريقة بسهل وادي ميزاب، هذا المنتوج السياحي الذي يبرز خصوصية المنطقة والذي لا يزال يساهم بشكل ملحوظ في التنمية الاجتماعية والاقتصادية الذي يتوجب الحفاظ عليه وتطويره من أجل الاستفادة من الاستراتيجية الوطنية لترقية قطاع السياحة والصناعة التقليدية. ولتحقيق تنمية سياحة حقيقية بالمنطقة، "يجب إعطاء أهمية خاصة لمسألة تثمين وترقية المنتوج السياحي المحلي مع التركيز على تعزيز البنية التحية"، يقول سعيد بن خليفة مسير مؤسسة فندقية بغرداية. ويرى العديد من الملاحظون أن السياح أصبحوا متطلبين أكثر ويبحثون على منتوجات جديدة غالبا ما تكون بسيطة وأصلية كالسياحة البيئية، مما يستوجب إنشاء فضاءات جديدة للاستجمام والترفيه. كما تتوفر أيضا الولاية على مناطق حموية في الأفق، على غرار المحطة الحموية بزلفانة (70 كلم جنوب شرق غرداية) والتي تستقطب سنويا أزيد من 300 ألف زائر، والتي تعد بلا شك قيمة مضافة للسياحة بالمنطقة. وبالضاحية الشمالية لوادي ميزاب، تقع منطقة ضاية بن ضحوة التي تشتهر بصناعتها التقليدية، إلى جانب عديد الآثار القديمة بما في ذلك منحوتات صخرية والتي تشكل هي الأخرى مواقع جذب للسياح. ويمكن أن يؤدي النشاط السياحي والصناعة التقليدية دورا استراتيجيا في التنمية المستدامة، و أن يكونا أداة قوية لتنمية الاقتصاد المحلي لغرداية، فضلا على مساهمتهما في ترقية نشاط المرأة الماكثة بالبيت سيما من خلال المنتوجات الحرفية. أزيد من 60 ألف زائر للولاية وتتجلى جاذبية المنطقة أيضا في الأعياد التقليدية السنوية مثل عيدي الزربية والمهاري وقصر المنيعة وعديد التظاهرات الأخرى التي تستقطب آلاف الزوار. وفيما يتعلق بالهياكل السياحية، فإن المنطقة تتوفر على إمكانيات هامة للاستقبال من خلال المحطة الحموية زلفانة ونسيج من مرافق الإيواء بولايتي غرداية، يتكون من 37 منشأة فندقية (مصنفة وغير مصنفة) بمجموع 2947 سريرا و31 وكالة أسفار وثلاث مناطق توسع سياحي تمتد على مساحة إجمالية قوامها 2226 هكتارا. ومن جهتهم، أكد مهنيون على ضرورة تعزيز الترويج لوجهة سهل وادي ميزاب في المعارض السياحية الدولية المختلفة وإعداد دليل سياحي لإبراز الإمكانات السياحية للمنطقة وتحسين وتنويع وسائل الترفيه وتعزيز الجانب الثقافي والتراثي. وتجدر الإشارة إلى أن السياحة الداخلية لا تزال المصدر الرئيسي للسياح في منطقة غرداية، حيث لعبت دور المنقذ خلال أزمة كوفيد-19 ولا تزال تمثل أداة اقتصادية هامة ما بعد مرحلة كوفيد-19. وهذا ما سمح بالحفاظ على أدنى حد للنشاط السياحي خلال الفترة المذكورة، حيث تم استقبال ما لا يقل عن 60 ألف زائر من مختلف مناطق الوطن خلال الموسم السياحي الصحراوي من شهر أكتوبر 2021 إلى غاية ماي 2022، على مستوى مختلف الهياكل الفندقية بولاية غرداية مقابل 2000 زائر أجنبي. ويمكن للنشاط السياحي الذي يعتبر بمثابة أداة قوية لتنمية الاقتصاد المحلي لولاية غرداية أن يلعب دورا استراتيجيا في التنمية المستدامة في المنطقة، بينما يتوخى من المحافظة وحماية وتثمين التراث المادي واللامادي والطبيعي والثقافي لمنطقة غرداية أن توفر إطارا متميزا لإرساء استراتيجية استحداث الثروة ومناصب الشغل ومكافحة الفقر بولايات جنوب البلاد. سوق أهراس 8 مشاريع حموية مفتوحة استثناء للاستثمار السياحي الخاص تتوفر ولاية سوق أهراس على 8 مشاريع للسياحة الحموية مفتوحة استثناء للاستثمار الخاص، حسب المكلف بملف الاستثمار بمديرية السياحة والصناعة التقليدية. وأوضح حسين نصايبية على هامش تنظيم تظاهرة "قعدة القلالة" بمنطقة رزقون ببلدية المشروحة بمناسبة إحياء اليوم العالمي للسياحة (27 سبتمبر من كل سنة) أن هذه المشاريع الحموية تتوزع على كل من منابع الخنقة ببلدية الزعرورية وتوايتية بعين الزانة ولكبالتية والكرومة بأولاد مومن ومنبع أحميمين بالمشروحة. وأشار ذات المسؤول إلى أن هذه المنابع يتراوح معدل تدفق مياهها بين 3 إلى 6 لترات في الثانية وبدرجات حرارة مئوية أدناها 22 درجة مئوية. وتضاف إلى هذه المنابع 3 حمامات حموية علاجية الأول ببلدية أولاد إدريس دخل مرحلة الاستغلال خلال جوان الماضي. ويتوفر على كل المستلزمات من نزل صغير ومقهى وقاعة حفلات وحظيرة والثاني ببلدية ويلان وهو في طور الإجراءات الإدارية من أجل الشروع في إنجازه والثالث يتمثل في حمام الدمسة بتاورة وهو قيد الدراسة. و بالإضافة إلى ذلك استعرض المتحدث وضعية المؤسسات الفندقية بالولاية والتي تتمثل في 6 فنادق بطاقة إيواء اجمالية ب239 سريرا إلى جانب صيغة الإقامة لدى الساكن ب44 سريرا فيما يصل عدد الوكالات السياحية إلى 34. وبخصوص مشاريع الاستثمار السياحي الخاص أبرز نفس المصدر، بأن ولاية سوق أهراس تضم 25 مشروعا بين مشاريع قيد الإنجاز وأخرى متوقفة وأخرى لم تنطلق أشغالها بعد، حيث دعا إلى فتح باب الاستثمار وتسهيل كل الاجراءات الإدارية أمام المستثمرين والسعي إلى رفع طاقة الإيواء. وتم بالمناسبة التطرق إلى جملة من المشاكل التي تعيق قطاع السياحة بهذه الولاية على غرار وجود بعض المنابع الحموية داخل المحيط الغابي واستعانة المستثمرين بمكاتب دراسات لا تمتلك الخبرة الكافية في المجال ووجود مشاكل في التمويل لدى معظم المستثمرين مما يتسبب في توقف الأشغال أو بطء في وتيرة إنجازها إلى جانب نقص اليد العاملة المؤهلة في المؤسسات السياحية. وتم خلال إحياء تنظيم هذه التظاهرة التي بادرت إلى تنظيمها مديرية السياحة والصناعة التقليدية بالتنسيق مع الجمعية الولائية "العلا" للابتكار والتطوير وتنمية المهارات تنظيم معرض للصناعة التقليدية واليدوية المحلية بمشاركة كل من محافظة الغابات والحماية المدنية ومديرية البيئة ووكالات السياحة وجمعيات والكشافة الإسلامية الجزائرية. كما تتبع المشاركون في هذه التظاهرة عروضا في الفروسية ومسابقة محلية للأطباق التقليدية وعروض بهلوانية للأطفال واستمتعوا بأغاني بدوية وعيساوية. وحسب مديرة السياحة بالولاية سميرة مومن فإن هذه التظاهرة ترمي أساسا إلى استحداث نشاط ترقوي يعزز الحس السياحي لدى المواطنين وتثمين الإمكانيات السياحية فضلا عن إحياء التراث المحلي لولاية سوق أهراس. الوسوم الاستقبال سياحية غرداية
