أجمعت جل تصريحات أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط ''أوبك'' على أن هذه الأخيرة ستُبقي على إنتاجها الحالي خلال الاجتماع الذي سيُعقد الأربعاء المقبل بفيينا، وتتكئ المنظمة على كون أسعار النفط الخام لا تزال في النطاق الذي تستهدفه والواقع ما بين 07 و08 دولارا للبرميل، وهو نفس الشيء الذي ذهب إليه وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل في تصريحاته الأخيرة. وذهب وزير الطاقة القطري عبد الله بن حمد العطية، في تصريحات لوكالة ''فرانس برس'' إلى القول ''أعتقد أنه لن يكون هناك تغيير، وأن السوق تعمل بشكل جيد جدا، ونرى أن المخزونات مرتفعة، ولا توجد حركة ذعر ولا نقص أو مشكلة في العرض'' مُضيفا ''ما من داع لا لتخفيف العرض ولا لزيادته''. نفس الشيء أكده وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل الذي ذهب يقول في رده على سؤال حول الاجتماع المقبل بفيينا ''أعتقد على الأرجح أنه سيكون الإبقاء على الوضع الراهن بالحفاظ على الحصص الحالية.. وربما تطلب مزيدا من الالتزام بالمستويات المستهدفة''. وشدد شكيب خليل على انه يتوقع سعرا للنفط عند 08 دولارا للبرميل أو أعلى قليلا بنهاية العام. وبدوره أعلن وزير الموارد الطبيعية في الإكوادور جيرمانيكو بينتو، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمنظمة ''أوبك'' حاليا، أن المنظمة التي تحتفل هذه السنة بمرور نصف قرن على وجودها، ستبحث مجددا يوم الأربعاء في وضع السوق، لكنه اعتبر أنه "لا ضرورة لإجراء تغيير في السياسة''. من جهتهم قال محللون إنه من المتوقع أن تدعو دول الخليج العربية النفطية، خلال الاجتماع المرتقب إلى احترام حصص الإنتاج، لكن دون ممارسة ضغوط لفرض التقيد بها طالما أن الأسعار مرتفعة والآفاق إيجابية، وذهب المحلل النفطي الكويتي محمد الشطي في تصريحات أوردها لوكالة الأنباء الفرنسية إلى التأكيد أن المنتجين المنضبطين جدا في الخليج سيدعون إلى احترام الحصص، ''لكن لن تكون هناك ضغوط في اجتماع أوبك طالما أن الأسعار مرتفعة والطلب في ارتفاع والآفاق إيجابية''. وأكد مسؤول رفيع المستوى بالأمانة العامة لمنظمة ''أوبك'' أن التوجه سائر نحو إبقاء سقف إنتاج المنظمة دون تغيير في اجتماعهم ال 651 العادي، معللا ذلك بأن السوق النفطية لا تزال تترى بالنفط الخام سواء في مخزونات الدول الصناعية الكبرى أو في المخزونات العائمة لدى تجار البترول والتي تتأهب للانسياب إلى مناطق الاحتياج عند توفر الفرصة وبروز أي حاجة للنفط الخام. وأورد المتحدث في تصريحات نقلتها ''الرياض الاقتصادي'' أن لجنة مراقبة السوق في الأمانة العامة بالمنظمة قدمت تقريرها مؤخرا واقترحت أن يبقى مستوى الإنتاج دون تغيير، متكئة على معطيات أن أسعار النفط الخام لا تزال في النطاق الذي تستهدفه المنظمة والواقع ما بين 07 و08 دولارا للبرميل، كما أن التحسن الملحوظ في صحة الاقتصاد العالمي ظل هشا بصورة لا تقطع بتجاوزه مرحلة الوعكة الصحية التي لازمته منذ أكثر من عام، إضافة إلى أن ارتفاع الطلب العالمي يأتي من مصدر واحد وهو الصين، فيما بقيت مخزونات الدول الصناعية مرتفعة وفي تزايد مستمر طيلة الأزمة المالية.