كشف الدكتور والأستاذ بكلية العلوم السياسية والإعلام والاتصال بجامعة الجزائر،عبد العالي رزاقي، أن فرنسا كانت تدفع ما يربو عن 50 مليار فرنك فرنسي قديم قصد نشر اللغة الفرنسية في الجزائر، في زمن الحزب الواحد، لتنقلب الأمور اليوم إلى العكس، حيث صارت الجزائر هي التي تدفع لفرنسا من أجل نشر اللغة الفرنسية في الجزائر. استغرب عبد العالي رزاقي في تصريح ل "الأمة العربية" على هامش المؤتمر التاسع لجبهة التحرير الوطني، أن ندفع أموالا لفرنسا في مقابل نشر اللغة الفرنسية التي قال عنها رزاقي إنها ليست لغة مهمة بعدما استحوذت اللغة الانجليزية على حصة الأسد في الشبكة العنكبوتية وصارت لغة العالم، وكشف رزاقي أن فرنسا في زمن الحزب الواحد كانت تدفع للطلبة الجزائريين من أجل الدراسة في معاهدها باللغة الفرنسية لتتحول الأمور في عهد التعددية إلى عكس ما كانت عليه، موضحا أن ثمة أطراف تحن إلى الزمن الفرنسي من محاولة نشرها للغة الفرنسية والعمل على التمكين لها في الجزائر. وفي سياق آخر، أكد رزاقي أن "فكرة" التنصير في الجزائر غير موجودة أصلا حتى يتم الحديث عنها بهذا الشكل الموسع، معطيا تفسيرا آخر للقضية مفاده أن هذا الملف استغل من أطراف لها أهداف سياسية، وجاء بعد سقوط فكرة البربرية التي كانت تختفي خلفها أطراف معينة لتحقيق نفس الأهداف التي تسعى إليها اليوم من خلال طرح المشكل الديني، أو ما يسمى بالتنصير، معتبرا أن دسترة الأمازيغية وإثباتها كلغة رسمية جعل هذه الأطراف تبحث عن مبررات أخرى لخدمة مصالحها، فأخرجت ما يسمى اليوم بالتنصير من أجل إيهام الراي العام الدولي أن ثمة أقليات في الجزائر، وهذا كله من أجل إخراج هذه الورقة لاستعمالها كورقة ابتزاز. وقال الدكتور عبد العالي رزاقي في سياق حديثه، إنه يتوجب فتح المجال للمؤرخين من أجل نفض الغبار عن الكثير من الحقائق التاريخية، خاصة إبان الثورة التحريرية، وهذا من أجل كشف الحقيقة للأجيال القادمة والإستفادة من أخطاء الماضي.