بلغ الحراك الشعبي للشارع المصري يومه السادس وسط إصرار تام وإجماع بين كل فئات المجتمع المصري على ضرورة رحيل مبارك، وفي هذه الأثناء بدا أن الجيش المصري لن يختلف عن نظيره التونسي في موقفه اتجاه مبارك، حيث أشارت آخر الأخبار إلى أن المشير طنطاوي طمأن المتظاهرين في ميدان التحرير، بأن الجيش لن يقف ضدّهم، هذه المستجدات تدفع إلى رحيل مبارك وهي مسألة ساعات فقط. أجمعت كافة المؤشرات على أن نهاية الرئيس المصري حسني مبارك اقتربت بشكل لم يبق معه مجالا للشك، فقد عرف ميدان التحرير الذي ظلت قوات الأمن المركزي طيلة الأيام الثلاثة الأولى من التظاهر تحرص على إخلائه من كافة الظاهرات، هذا الميدان عرف تجمع قرابة ربع مليون مصري من مختلف الحساسيات والألوان الدينية والطائفية والسياسية، حيث ظهرت العشرات من الشخصيات السياسية والفكرية والإعلامية والدينية، جنبا إلى جنب المواطنين البسطاء، الذين أصروا على سقوط آخر الفراعنة الذين حكموا مصر بالحديد والنار. وتشير التقارير الصحفية الواردة من القاهرة إلى أن الشارع المصري وصل نقطة اللاعودة في موقفه من نظام حسني مبارك، بعدما أجمعت كافة القوى السياسية في مصر على رفض التغييرات المظهرية التي أقدم عيها مبارك عقب أول خطاب له في ساعة متأخرة من ليلة الجمعة 28 جانفي 2011 عندما أقال حكومة نظيف وأعلن صباح اليوم الموالي عن تعيين قائد عسكري سابق ووزير في الحكومة المقالة رئيسا للوزراء ثم أعلن عن تعيين نائبا له يتمثل في شخص اللواء عمر سليمان الرجل الثاني في مصر ومسؤول جهاز الاستخبارات المصرية الذي قاد مفاوضات طويلة بين فتح وحماس كما قاد معظم مفاوضات التسوية مع الجانب الإسرائيلي. الإعلان هذا لقي معارضة شديدة من طرف الشارع المصري الذي واصل شعاراته المناهضة للقرارات الجديدة والمطالبة بتنحي مبارك. ميدانيا عرفت الساعات الماضية بداية لتحكم اللجان الشعبية التي تشكلت بعد ساعات طويلة من الفوضى والنهب التي عر فتها معظم المدن المصرية بعد اختفاء القوى الأمنية وعجز الجيش عن تولي الأمن وضبطه بشكل فعال، اللجان الشعبية تمركزت في الأحياء التي طالتها عمليات النهب والسلب وتزامنت مع فرار الآلاف من المساجين مما أدى إلى إطلاق نداءات استغاثة لتدخل للجان الشعبية والجيش، الذي حرص على حماية أمن المتظاهرين ومطاردته العصابات، وهو ما تم ضبطه في خلال الساعات القليلة الماضية، وهي الدعوة التي حملتها تصريحات وزير الخارجية هيلاري كلينتون خلال تصريح بثته خمس قنوات أمريكية. دوليا تحاول واشنطن أن تمسك العصا من الوسط، برغم الإعلان السياسي الذي عبرت عنه وزيرة الخارجية الأمريكية عندما قالت إنها لا تريد استحواذا على السلطة لا يؤدي إلى الديمقراطية، وفي أبجديات السياسة الدولية أن النظام المصري الحالي الذي وقّع على أول اتفاق سلام بين العرب وإسرائيل لا يمكن أن تتخلى عنه القوى الغربية بسهولة، لكن إيجاد بديل معتدل يمكن أن يحافظ على الاتفاقيات الدولية لمصر خاصة معاهدة السلام مع إسرائيل قد يؤدي إلى إيجاد مخرج مشرف لنهاية مبارك . إعلاميا عرف اليوم السادس من الغضب المصري على نظام مبارك قرار وزير الإعلام المصري أنس الفقي غلق مكتب الجزيرة وسحب الإعتمادات من صحفييها ووقف بثها على النيل سات المملوك للحكومة المصرية بدعوى إثارتها للفتن والتضخيم الإعلامي وفي هذه الأثناء أعلنت قناة الجزيرة مواصلتها العمل على نقل مجريات ما يحدث في الشارع المصري وهو ما تم من خلال النقل المباشر لوقائع مظاهر الغضب من ميدان التحرير لحظة بلحظة، كما تواصل التعثر في نشاط معظم المواقع المصرية على شبكة الانترنيت بينما لازال التواصل صعبا مع المصريين على موقعي التواصل الاجتماعي الفيسبوك وتويتر.