لا يزال أكثر من 100 حي قصديري بالعاصمة في انتظار الترحيل والإزالة من الوجود، حيث تقطنها مئات العائلات التي لازالت تتجرع مرارة العيش وقساوة الحياة، في وقت تم القضاء على 316 حي قصديري وترحيل 10 إمبراطوريات كانت تعد وكرا للجريمة والانحراف، الأمر الذي جعل الوالي يعلن العاصمة من دون قصدير بحصور وفد أممي، لتتساءل تلك العائلات عن مصيرها من الترحيل والوعود التي تلقتها من قبل المسؤولين .كشفت مصادر عليمة ل«النهار» أن عدد الأحياء القصديرية المتبقية يفوق 100 حي لا تزال منتشرة كالفطريات بإقليم الولاية تنتظر دورها في الترحيل، بالرغم من أن أغلب الأحياء غير مصرّح بها من طرف السلطات المحلية رغم قدمها، بسبب عدم تجاوز عدد قاطنيها 15 أو 20 عائلة، على غرار العائلات القاطنة بحي 8 شارع العماري امحمد ببلدية بوزريعة، وحي القلعة وعين القلعة ببلدية الشراڤة، وأضافت ذات المصادر أن عديد رؤساء البلديات قد أخفوا حقيقة تواجد الأحياء القصديرية ببلدياتهم عن والي العاصمة من أجل التباهي وعدم تحمل مسؤولية الترحيل. وأثارت تصريحات والي العاصمة، مؤخرا، سخط العائلات المتبقية، خاصة أنه على علم بوجود أحياء قصديرية وسيتم ترحيلهم جميعا في طرفة عين -حسبه- بحكم أن عدد العائلات قليل، غير أن هناك أحياء قصديرية تقطن بها قرابة ألف عائلة على غرار خمسة أحياء ببولوغين التي يتعدى عدد سكانها 3 آلاف عائلة، وحي «المحجر» ببلدية المرسى، وعائلات «تاغارا» وأحياء قصديرية أخرى ببئر خادم والحمامات التي لم يتبين لحد الساعة إن كانت مبرمجة للترحيل في العمليات المقبلة «22-23-24» التي تحدث عنها الوالي أم لا، وما زاد من استيائهم إعلان الوالي عن العاصمة من دون قصدير، وهو التصريح الذي اعتبره البعض إتمام عملية الترحيل، فيما ظلوا مهمشين طيلة العمليات ال21 السابقة. وكان والي ولاية الجزائر عبد القادر زوخ، قد أعلن أن مصالحه قد قضت على 316 حي قصديري موزع عبر إقليم الولاية، من بينها 10 إمبراطوريات ظلت لسنوات نقاطا سوداء، على غرار حي الرملي والمالحة وحي سيلاست، لتبقى 7 أحياء مبرمجة ضمن العملية ال21 ليتم الإنتهاء تماما من إمبراطوريات الإجرام والانحراف، ويعلن عن وصوله للهدف المنشود، في الوقت الذي أكد بأن عملية الترحيل ستتواصل، غير أنه بإعلانه عن «العاصمة من دون قصدير»، قد كشف أن هدفه كان القضاء على «البرارك» التي كانت تعيق مشروع الجزائر البيضاء لا غير. قاطنو مساكن الضيق والبيوت القصديرية يحتجون أمام مقر بلدية الحمامات في العاصمة
احتج، أمس، عشرات العائلات من قاطني المساكن الضيقة والأحياء القصديرية المنتشرة في بلدية الحمامات، أمام مقر البلدية تنديدا بسياسة التهميش وعدم المبالاة المنتهجة ضدهم من قبل السلطات المحلية والولائية حسبهم، أين أضرموا النيران في العجلات المطاطية وقطعوا الطريق الرابط بين بلديتي الحمامات والشراڤة، تعبيرا عن سخطهم وتذمرهم من الوعود التي بخرت أحلامهم من أجل الظفر بمسكن لائق يحميهم قر الشتاء وحر الصيف، بعدما وعدتهم السلطات المحلية بترحيلهم في عديد المرات. وتدخلت، أمس، قوات مكافحة الشغب من أجل تفريق المحتجين الذين تجمهروا أمام مقر بلدية الحمامات من أجل المطالبة بترحيلهم في أقرب الآجال وتخليصهم من البيوت القصديرية والهشة التي يقطنون بها، خاصة بعد أن أوهمتهم السلطات بأنهم معنيون بالترحيل خلال العملية 21، أين قاموا بقطع الطريق الوطني الرابط بين بلديتي الحمامات والشراڤة، حيث قاموا بحرق العجلات المطاطية نظرا لعمليات التأجيل المتتالية من دون تقديم أية حلول تطفأ غليل انتظارهم. وأكد ممثل عن المحتجين في حديث ل«النهار»، أن العائلات التي تقطن بمساكن الضيق لم يتم تعليق قوائم المستفيدين إلى غاية الساعة، بالرغم من أنه في كل مرة يخبرونهم بأن موعد تعليق القوائم قريب جدا، مطالبين بضرورة تخصيص كوطة سكنية من الحي الجديد لفائدة سكان البلدية، مشيرا إلى أن ملفاتهم كلها مضبوطة، خاصة وأن بلديتهم لم تستفد من برنامج الترحيل الخاص بالقضاء على البيوت الهشة والقصديرية ومساكن الضيق.