كشف العريف عبد القادر سحنون، الذي خاطر بحياته،وأنقذ امرأتين في حريق مهول،بأحد المطاعم بوهران،أنه بقي لثلاث سنوات من دون عمل. بعد تعرّضه لحادث عمل خطير أثناء محاولته إخراج أحد الضحايا الذي كان عالقا في مقصورة شاحنة في حادث مرور مميت. إلا أن ذلك لم يمنعه من التدخّل في عمل بطولي لإنقاذ الضحيتين من الموت حرقا مستعملا يدا واحدة وإصبعين فقط. وروى العريف،الذي تم ترقيته من قبل المدير العام للحماية المدنية العقيد بوغلاف بوعلام،خلال نزوله، أمس، ضيفا على مجمع «النهار»،تفاصيل الحادثة. حيث شاهد الفيديو الملايين من الجزائريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، مؤكدا بأنه كان يقضي عطلته السنوية. وكان يوم الحادث عائدا للمنزل بعد قضائه لبعض الحاجيات من السوق، لكنه تفاجأ بأحد أصدقائه يبلغه بأن هناك حريقا مهولا. في مطعم متواجد بحي الإستقلال أو ما يعرف ب«الطحطاحة». حيث توجّه،عبد القادر إلى مكان الحادث،أين كانت ألسنة اللهب،تلتهم المطعم،وكان أول ما قام به هو الاتصال،بمركز التنسيق العلمي،لطلب نجدة زملائه. وتابع البطل سحنون، بأنه ورغم عدم امتلاكه للمعدات،وكذا عدم ارتدائه لزي الحماية المدنية،إلا أن ذلك لم يمنعه من المخاطرة بحياته. مؤكدا بأنه كان يفكر في الطريقة التي ينقذ بها السيدتين العالقتين اللتين كانتا تصرخان من الشرفة. حيث أضاف قائلا: “لم أستطع أن أنتظر وصول زملائي، لاحظت بأن هناك نافذة مفتوحة بمحاذاة المطعم وهي نافذة المسجد”. تابعا “لم أتردد لدقيقة واحدة وقمت بتسلق الجدار على علو 9 أمتار ولم أبال بصراخ المواطنين الذين طلبوا مني النزول”. “باعتبار أنهم لم يكونوا يعرفون بأنني عون حماية مدنية، وفي الحقيقة وجدت صعوبة في إقناع الضحيتين بأن تتمسّكا بي”. “خاصة وأنهما كانتا ستلقيان بنفسهما من أعلى الشرفة، لكنني قمت بتشجيعهما وقلت لهما بأنني عون حماية مدنية”. “ورغم ضيق حافة نافذة المسجد، إلا أنني تمكنت من إنقاذهما”. “لكن مهمتي لم تنته هنا فقد قمت بعد إدخالهما إلى المسجد،عبر النافذة بتقديم الإسعافات الأولية لهما بعد أن أغمي عليهما”. “من هول الصدمة والدخان الكثيف وإصابتهما بجروح في مختلف أنحاء جسمهما”. “وكان علي أيضا أن أقوم بحماية المواطنين الذين سارعوا لكسر الباب الزجاجي للمسجد بطمأنتهم بأن الضحيتين على ما يرام”. “والحقيقة أنني كنت متيقنا بأنني سأتمكن من إنقاذهما، لقد قمت بعمليات أكثر خطورة والحمد لله”. وكشف ضيف «النهار» بأنه تعرض لحادث عمل يوم 7 فيفري 2015،أثناء عملية إنقاذ ضحية،تعرض لحادث مرور برفقة،ابنيه اللذين فارقا الحياة.” “حيث كان الضحية عالقا داخل مقصورة شاحنته،وأثناء عملية إنقاذه تعرض العريف إلى حادث تسبب في عجز بنسبة 70 من المئة”. “مما تسبب في توقفه، عن العمل لمدة ثلاث سنوات كاملة،لكنه عاد إلى منصب عمله يوم 12 مارس 2018 بسبب،وضعيته الاجتماعية.” من جهة أخرى، قال سحنون إنه قام بواجبه الذي يمليه عليه ضمير عمله في الحماية المدنية. داعيا المواطنين إلى الإبلاغ عن مثل هذه الحوادث أو المساعدة في إنقاذ الضحايا وتعلم الإسعافات الأولية عوض التصوير بالهواتف النقالة. وبخصوص تكريمه من قبل والي وهران، نفى سحنون بأنه تحصل على مسكن، مشيرا إلى أنه عازب ولا يملك مسكنا. مؤكدا بأن الوزير الأول نور الدين بدوي أهدى والديه حجة إلى البقاع المقدسة هذا الموسم.